للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم ابتلاع ما يشق التحرز منه]

[السُّؤَالُ]

ـ[مسألة تؤرقني أقرأ في فتاوى الصيام أنه يجوز بلع ما لا يمكن التحرز منه ...

أنا أشعر أحيانا بوجود شيء ما من غبار الطريق وقد يدخل فمي شيء من الغبار الموجود على السجاد عند استنشاق الهواء في السجود ... بل وقد أحس بتكسر ذرات التراب بين أسناني وأحاول أن أبحث عن تلك الذرات بلساني فلا أجدها لأنها صغيرة فأمج الريق ولكن قد لا يتسنى لي ذلك دائما فقد أكون في الصلاة أو في مكان ما.

سؤالي هو هل تعد تلك الذرات مما لا يمكن التحرز منه وهل يجوز بلعها عمدا مع العلم بوجودها ذاكرا لصومي دون أن يفسد صومي.

أفتونا مأجورين.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فابتلاع الذرات المذكورة لا يؤثر على صحة الصيام ما دامت مما يشق التحرز منه لأنك تستنشقها دائما عند السجود فأشبهت غبار الطريق الذي يُعفى عنه في حق الصائم. قال ابن قدامة في المغني: وما لا يمكن التحرز منه كابتلاع الريق لا يفطره لأن اتقاء ذلك يشق فأشبه غبار الطريق وغربلة الدقيق. انتهى.

ونخشى أن يكون ما تحس به من قبيل الوسوسة، بدليل كونك تبحث عن هذه الذرات فلا تجدها، فصومك إذاً صحيح. وعليك الحذر من الوقوع في الوساوس والاسترسال فيها لأن ذلك يؤدي إلى ترسخها وتمكنها؛ لكن إن وجدت شيئا من ذلك من فمك فلا يجوز لك تعمد بلعه. وللفائدة راجع الفتوى رقم: ٥٦٧٧٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ شوال ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>