للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ثمرات ثقة المرأة العمياء بالرجل الأجنبي]

[السُّؤَالُ]

ـ[والله يعجر لساني عن شكركم على هذا المجهود الرائع.. بارك الله فيكم وجمعنا وإياكم في جنات الفردوس إن شاء الله، شيخي أنا حصلت معي قصة كالتالي: أنا أعمل حاليا في شركة خاصة فيها العديد من الموظفين معظمهم من الرجال ولكن مكان مكتبي مع النساء.. المهم أن هناك شخص أبدى إعجابه بي وبأخلاقي وأنا أبادله نفس الشعور ولم أكن أعرف أنه مسيحي إلا في وقت متأخر.. هو كان كثيراً يلح علي بالخروج معه أو الجلوس مع بعضنا طبعا بوجود الآخرين وقد حصل له ما أراد ولكن من دون الوقوع في المحظور، سؤالي (هل هذا يعتبر زنا لا سمح الله؟ ... أنا جداً نادمة على هذه الأفعال ومحتقرة نفسي على هذه الفعل كيف سأقابل ربي بهذه الأفعال وكيف سيكون رد فعل أهلي لو عرفوا بذلك وهم الذين أعطوني الثقة العمياء ولم يبخلوا علي بأي شيء مهما كان كبيراً أو صغيراً ... شيخي أنا نادمة جداً وحالتي فعلا سيئة أعيش في صراع نفسي ولقد تبت لله تعالى ونادمة على فعلتي فأرجوك أرشدني إلى كيفية التوبة النصوح حتى لا أقع فيما حرمه الله.. أنا أهلي متمسكون جدا بالدين ومحافظون وأنا خجلانة من نفسي وأنا جالسة معهم وهم لا يعرفون ما فعلت ... فأرجوك أرشدني إنني ضائعة وخائفة جداً من عذاب ربي ولا أريد أن أغضبه؟ وشكراً جزيلاً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على إعجابك بموقعنا ونسأل الله تعالى أن يسخرنا وإياك لخدمة ديننا.. واعلمي أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكون على علاقة مع رجل أجنبي عنها سواء كان مسلماً أم كافراً، فإن مثل هذه العلاقات من أسباب الفساد، ولعل ما وقع لك مع هذا الرجل خير شاهد على هذا، وهذا الفعل الذي حدث إن كان من مقدمات الزنا فهو من جملة الأفعال التي أطلق عليها الشارع أنها زنى، ويأثم الإنسان بسببها ولكن لا تصل إلى درجة الزنا الذي يوجب الحد وهو الوطء في الفرج، وينبغي أن تحمدي الله كثير أن الشيطان لم يوقعك مع هذا الرجل في الزنا الموجب للحد.

وقد أحسنت بالندم على ما فعلت، واجعلي من هذا الندم توبة نصوحاً مستوفية الشروط، وقد بينا هذه الشروط في الفتوى رقم: ٥٤٥٠.

وعليك بالإكثار من الطاعات وعمل الصالحات ومصاحبة النساء الصالحات.. واعلمي أن أفضل شيء للمرأة قرارها في بيتها، فذلك أسلم للعاقبة، فإن لم تكن بك حاجة للعمل فننصحك بلزوم بيتك، وإن كانت بك حاجة للعمل فابحثي عن العمل في مجال لا تختلطين فيه بالرجال، فإن لم تجدي ولم يكن بد من البقاء في هذا العمل فاحرصي على الحزم فلا يكن منك حديث مع رجل إلا للحاجة وبقدر هذه الحاجة مع مراعاة الضوابط الشرعية، ونوصيك بالحزم وعدم التهاون، وراجعي في ضوابط عمل المرأة الفتوى رقم: ٣٨٥٩.

وننبه إلى أمر أخير وهو المبادرة إلى الزواج إن لم تكوني ذات زوج، واحرصي على اختيار الزوج الصالح ليعينك على أمر دنياك ودينك، علماً بأنه يحق شرعاً للمرأة البحث عن زوج صالح وعرض نفسها على من ترغب في زواجه منها بشرط مراعاة الآداب الشرعية.

وراجعي الفتوى رقم: ١٨٤٣٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>