للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من ملك سبأ يسمى تبعا]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هي قصة قوم تبع؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقوم تُبّع قوم من أهل اليمن وهم الذين قص الله تعالى علينا من أخبارهم في سورة سبأ، حيث يقول الله تعالى في شأنهم: لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ* فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ [سبأ:١٥-١٦-١٧] ، إلى قوله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [سبأ:١٩] .

وقد وردت الإشارة إليهم في سورة الدخان، حيث يقول الله تعالى منكراً على المشركين المنكرين للبعث المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم: أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ [الدخان:٣٧] .

كما جاء الحديث عنهم في سورة (ق) ضمن الذين كذبوا رسل الله تعالى فحق عليهم عذاب الله تعالى، قال الله تعالى: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ* وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ* وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ [قّ:١٢-١٣-١٤] .

قال ابن كثير في تفسيره: وقوم تبع كانوا عرباً من قحطان كما أن هؤلاء (قريشا) عرب من عدنان، وقد كانت حمير وهم سبأ كلما ملك فيهم ملك سموه تبعاً، كما يقال كسرى لمن ملك الفرس، وقيصر لمن ملك الروم، وفرعون لمن ملك القبط، والنجاشي لمن ملك الحبشة ...

ثم ذكر ابن كثير كما ذكر غيره من أصحاب السيرة أن تبعا هذا تبع الأوسط، واسمه أسعد أبو كريب ملك على قومه ثلاثمائة سنة وستا وعشرين سنة ... وهو الذي مر على المدينة وحارب أهلها ثم سالمهم وترك عندهم لوحا فيه شعر، يذكر فيه أنه مؤمن بالنبي الذي سيبعث ويهاجر إلى المدينة، فتوارثوه إلى أن وصل إلى أبي أيوب الأنصاري، وهو الذي نزل عنده النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة مهاجراً، وتبع هذا هو الذي كسا الكعبة المشرفة ودعا قومه إلى الإيمان بالله تعالى، ثم لما توفي عادوا بعده إلى عبادة الأصنام والنيران، فعاقبهم الله تعالى بما ذكره في سورة سبأ.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ رمضان ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>