للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التمادي مع الوساوس قد يوقع المرء فيما هو أكبر منها]

[السُّؤَالُ]

ـ[لقد أرسلت إليكم سابقا أسئلة كثيرة عن الوساوس وأنا ولله الحمد قد تخلصت من الوسوسة بنسبة كبيرة ولكن حدث لي موقف وأريد حكم الشرع فيه وهو:

كنت أتحدث مع زميل لي في العمل عن خصائص بعض الموظفين في الشركة فقلت له (ما فيش إنسان كامل) وبعد أن قلت هذه العبارة جاء فى ذهنى الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولكني أعدت العبارة مرة ثانية وفي هذه المرة جاء بذهني قبل أن أعيدها أن ما فيش إنسان كامل ويدخل في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى أن هناك نية إنعقدت لذلك ولا أدري لماذا فأنا والله أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حباً شديداً.

ثم كررت العبارة مره ثالثة وقلت ما فيش إنسان كامل إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل قولي هذه العبارة في المرة الثانية مع وجود النية كما ذكرت سابقاً يعتبر ردة أم هى وسوسة لا ألتفت إليها وهل يؤثر ذلك على عقد الزوجية أم لا؟ أستحلفكم بالله أن تجيبوني في أسرع وقت ولا تحيلوني لفتاوى مشابهة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا كله من الوسوسة وإذا استمرأته وبقيت عليه فقد يؤدي بك إلى ما هو أكبر منه، فيجب الإعراض عنه كلما خطر ببالك، واستعذ بالله من نزعات الشيطان ووساوسه حتى ييأس منك.

وأما ما خطر ببالك وذكرته فهو صحيح فالكمال المطلق ليس للمخلوق وإنما هو للخالق سبحانه، وإنما الكمال الذي هو للنبي صلى الله عليه وسلم هو كمال البشرية لا الكمال المطلق، ولا تأثير لما ذكرت على عصمة الزوجية أو ربقة الإسلام، فأنت على دينك وزوجتك باقية في عصمتك، ونحذرك من تلاعب الشيطان ووسوسته فأعرض عنها حتى يزول عنك هذا الداء.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ذو الحجة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>