للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الجمع بين رعاية الأم وتوفير سكن مستقل للزوجة]

[السُّؤَالُ]

ـ[مشكلتي، أن أمي تعيش وحيدة في منزل كبير وهي مريضة لا تستطيع العيش بمفردها، انتقلت للعيش معها أنا وزوجتي وابنتي لكي أكون لها سندا، لكن تحصل بعض المناوشات الصغيرة مع زوجتي لا تصل إلى حد الشجار معها، وزوجتي تخاصمني دائما وتنكد علي عيشتي يوميا بعلة أنها لا تتفاهم مع أمي، وتطالبني بأن نستقل بالسكنى، لكني لا أستطيع ترك أمي تعيش وحيدة، أنا في حيرة من أمري. فماذا أفعل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حق الأم عظيم، وبرها من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، ولا سيما إذا كان في حال ضعفها ومرضها، أما عن زوجتك فمن حقها عليك أن توفر لها مسكناً مستقلاً، لا تتعرض فيه لضرر، ومن المعلوم أن الزوجة لا يلزمها خدمة أم الزوج أو غيرها من أقاربه، لكن إن فعلت ذلك فلا شك أنه من حسن العشرة، ومن مكارم الأخلاق.

فحاول أن تعالج الأمر بحكمة، وتجمع بين بر أمك وحسن عشرة زوجتك، وتعرفها أن بقاءها معها، وإن كان غير واجب عليها إلا أن فيه أجرا عظيما، فإن رفضت، فعليك توفير مسكن مستقل لها، ويكفي في تحقق المسكن المستقل أن يكون للزوجة حجرة مع ملحقاتها من ممر ومطبخ ومكان قضاء الحاجة، فإن تعذر ذلك فيمكنك أن تسكن قريباً من أمك حتى تتمكن من القيام برعايتها ومؤانستها، وعليك بالاستعانة بالله عز وجل وكثرة دعائه إنه قريب مجيب. وللفائدة راجع الفتوى رقم: ٦٦٤٥٢، والفتوى رقم: ١٠٦١٩٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>