للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الأدوية الروحانية طب ما بعدها طب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة عازبة عمري ٢٤ سنة. مند سنة ٢٠٠٥ حدثت لي حادثة وأنا في زفاف ابن خالي كنت عادية في ذلك الحفل إذا بي تنتابني نوبة هستيرية لم أعد أحتمل صوت الغناء وانفجرت بالبكاء طالبة من أمي الخروج من ذلك المكان في الحين ٠

ولما عدت للبيت قضيت صلاتي الفائتة ونمت لكن أثناء نومي عادت تلك النوبة وخلت نفسي أني ساجن وبعدها بدأت اشعر كأني أختنق سواء في الليل أوالنهار والمرض يتفاقم شيئا فشيئا وزرت العديد من الأطباء والمستشفيات وعرضت على أكبر دكاترة مختصين في أمراض الأنف والحنجرة وأكدوا أني سليمة لا يوجد لدي أي مرض عضوي فزدادت حالتي سوءا حيث أصبح من الصعب علي النوم وكنت أرى كل يوم كوابيس مفزعة وكامرة أشعر أن أحد ايضغط على صدري ويمنعني من الكلام وأستيقظ منذ ذلك الكابوس أردد عبارة.. لعنة الله عليك يا شيطان. وكل مرة تأتي فيها إحدى أخواتي للبيت في الليل أثناء النوم يفزع أولادهم ويبكون طوال الليل حيث أصبح أخواتي لايبتن معي في غرفة واحدة خوفا على أولادهم وأنا على هذه الحال لمدة ٣سنوات وكانت أموري تعطل بصفة غير عادية. أرجو من سماحتكم أن تفتوني في أمري هذا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت قد ذهبت للأطباء وقرروا سلامتك من الناحية العضوية, وما زالت هذه الأعراض تلازمك, فقد يكون هذا من قبيل السحر أو ما شابهه كالمس الشيطاني أو العين، وما ذكرت من الكابوس الذي يأتيك في نومك ويمنعك من الحركة والكلام, وتحسين معه بالاختناق الشديد والضغط على الصدر فغالب الظن أن هذا هو ما يسمى بالجاثوم, وقد بينا أعراضه وكيفية التحرز منه في الفتوى رقم: ٤٠٠٢٥.

وعلى كل فإنا نوصيك بالرقية الشرعية المبينة بالتفصيل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢٢١٠٤، ٤٣١٠، ٢٢٤٤، ٨٠٦٩٤.

ونوصيك أيضا بالمحافظة على ما يلي:

١- تقوى الله في السر والعلن, والبعد عن معصيته, فإن الله يكفي عباده المتقين ويرزقهم وينزل بهم من العافية واليسر والفرج ما لا ينزله بغيرهم. قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:٢، ٣} .

٢- الإكثار من ذكر الله سبحانه مطلقا, ففي الحديث: وآمركم بذكر الله كثيراً، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصناً حصيناً فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. أخرجه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني.

وقراءة آية الكرسي ففي البخاري: أن الشيطان قال لأبي هريرة: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، قال: صدقك وهو كذوب.

٣- حافظي على قراءة الإخلاص والمعوذتين ثلاثاً كل مساء وكل صباح، لما في الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك كل شيء. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني. وحافظي كذلك على سائر الأذكار المقيدة كأذكار الصباح والمساء, والنوم, والأكل ودخول الخلاء, وغير ذلك.

٤- أكثري من الصدقات وأشباهها من نصرة المظلوم, وإغاثة الملهوف، ونحو ذلك, ففي الحديث الذي حسنه الألباني: داووا مرضاكم بالصدقة.

جاء في فتح القدير: فأمر بمداواة المرضى بالصدقة ونبه بها على بقية أخواتها من القرب كإغاثة ملهوف وإغاثة مكروب، وقد جرب ذلك الموفقون فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية ولا ينكر ذلك إلا من كثف حجابه، والنبي صلى الله عليه وسلم طبيب القلوب فمن وجد عنده كمال استعداد إلى الإقبال على رب العباد أمره بالطب الروحاني ومن رآه على خلاف ذلك وصف له ما يليق من الأدوية الحسية. انتهى.

٥- ألحي على الله سبحانه بسؤال الله العافية والشفاء، وأكثري من الدعاء يذلك آناء الليل خصوصا في الثلث الأخير منه وفي السجود، فإن الله تعالى يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:١٨٦} . وقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:٦٠} .

ولا مانع مع الاستمرار على الرقية أن تأخذي بأسباب العلاج الأخرى، كالاستعانة بطبيب أمراض نفسية مسلم ثقة. نسأل الله سبحانه لك العافية والشفاء. وللفائدة تراجع الفتويين: ١٠٨٥٥٥، ٧٨٥٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ذو الحجة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>