للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قد تكون الاستخارة هي السبب في حصول هذا الخير]

[السُّؤَالُ]

ـ[أخت في الله تريد فتوى في موضوعها هذا.. وهذا نص ما كتبته: أنا مشكلتي كثير من البنات وقعوا فيها.. أنا بعد تخرجي من الثانوية العامة مثلي مثل أي طالبة لها أمنياتها.. فعندما حان وقت التسجيل بالكليات بالتأكيد سأختار الكلية التي تناسب رغباتي.. وكان أقرب شيء لي الكلية الصحية لكنني..! كنت مترددة بين هذه الكلية وقسم التغذيه في كلية أخرى.. وكان أفضل حل أني أدعو بدعاء الإستخارة.. صليت ودعوت واخترت الصحية.. أحسست بطمأنينه وراحة بال.. فسجلت ودرست سنة كاملة لكن قبل نهاية السنة بدأت أشعر بأني في المكان الخطأ والسبب أني أتألم وأخاف من رؤية المرضى.. فمنهم من بترت ساقه ومنهم من أكل السرطان جسده.. وفي يوم من الأيام كنا في القاعة.. جاءتني إحدى صديقاتي وقد جاءت من المستشفى كان عندها تطبيق وقالت: ساندي شفت منظرا يروع فقلت لها: ماذا رأيت؟ فقالت:رأيت امرأة تحتضر ماتت.. أنا أصابتني رعشة في ذلك الوقت لم أتمالك نفسي بكيت.. وبعد عودتي من المنزل بدأت أفكر هل أكمل أم أبقى..!؟ في هذه الكلية وبعد أيام من التفكير وجدت الصائب لي تركها.. ولي أسباب أخرى تقف وراء اتخاذ هذا القرار..! نفذت قراري وتم فصلي.. أخذت شهادتي وسجلت في كلية الاقتصاد التي أدرس فيها الآن.. لكن السؤال هنا والشيء الذي يخيفني.. ما حكم تركي للكلية الصحية بعد أن صليت الاستخارة، ف هل علي ذنب؟! أم ماذا..؟!]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الذي ينبغي للمسلم هو أن يستخير الله ثم يمضي في أمره متوكلاً على الله ويرضى بعد ذلك بما يقدره الله ويقضيه، فإذا كنت قد استخرت الله فقد فعلت سنة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن كما ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه، وإذا كنت عجزت عن إكمال الدراسة في الكلية الأولى ثم التحقت بالكلية الثانية فالخيرُ كل الخير فيما اختاره الله عز وجل، وليس عليك إثم لترك الكلية الأولى والالتحاق بالثانية، ولعل هذا هو ما اختاره الله لك، ولا يبعد أن تكون الاستخارة هي السبب في حصول هذا الخير لك، فإن الله تعالى لا يقضي قضاء للمسلم إلا كان خيراً له، ونصيحتنا لك أن تلزمي الاستخارة وتواظبي عليها في أمورك كلها، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ رمضان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>