للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[طلب الطلاق لإصرار الزوج على ترك الصلاة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب لي أخت متزوجة منذ ٨ سنوات من شخص لا يصلي حاولت معه كثيرا ولكنها لم تفلح ,لحد الآن ليس لهما أولاد وفي الفترة الأخيرة أخبرها أنه يريد الزواج من أخرى بطبيعة الحال حاولت معه ولما أصر قررت تركه وهي الآن معنا في البيت منذ شهرين حاول معها حتى تعود لكنها رفضت.

وفي الحقيقة كنت معها في قرارها خاصة وأنه لا يصلي فربما كان هذا سببا حتى تبعد عنه.

ولكني الآن حائر فهل أدعمها أم أحاول أن أصلح بينهما مع العلم أنه كان مجحفا في حقها أولا، وتاركا للصلاة ثانيا. بالإضافة إلى أنها ترفض مطلقا فكرة العيش مع أخرى.

كما أنها خائفة إن عادت له أن يعيد فتح هذا الموضوع بعد فترة.كما أنها تكرهه الآن ولم تعد تثق فيه إطلاقا

فبارك الله فيكم دلوني ماذا أفعل وما هو الطريق الصحيح ,هل تطلب الطلاق أم ترجع له؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزواج الرجل ثانية لا يبيح للأولى طلب الطلاق، ما لم يكن في ذلك إضرار بها كعدم قدرته على العدل بينهما وتفريطه في حقوقها الواجبة عليها شرعا، أو خشيتها ألا تقيم حدود الله معه لغيرتها المفرطة فلها حينئذ أن تطلب الطلاق أو تسعي في مخالعته برد الصداق ونحوه إليه، وتلزم إجابتها إلى ذلك عند تحقق الضرر.

لكن ننبه إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تبقى مع المصر على ترك الصلاة وتضييعها، وكان الأولى لأختك أن تسعى في فراق زوجها بسبب تركه للصلاة وتفريطه في جنب الله لا بسبب زواجه بثانية، فترك الصلاة من أعظم الموبقات وهو من الضرر البين الذي يبيح للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها، بل عليها أن تفعل ذلك وتسعى في الخلاص منه إن نصحته ولم يستجب وأصر على تركها.

وبناء عليه، فلا حرج على أختك في طلب الطلاق، بل عليها أن تسعى فيه ولو بالخلع إن كان حال زوجها كما ذكر في السؤال من تضييعه الصلاة وإصراره على تركها. واما لمجرد زواجه بأخرى فلا يجوز لها ذلك، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٥١٠، ١٠٦١، ٢٠١٩، ١٠٦٨٦٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ شوال ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>