للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورتا: الخلع والحفد]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما حقيقة ما يقال عن سورتي الخلع والحفد؟ إجمالا كيف نفسر مثل هذه الأخبار التي توجد في كتب التفسير ويستخدمها غير المسلمين لإثارة الشبهات؟ وجزاكم الله عنا خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ما يسمى بسورتي الخلع والحفد ورد في بعض الروايات أنهما كانتا مما نزل من القرآن ونسختا، ولا يقال لهما بعد ذلك سورتان إلا على سبيل التجوز، فاسم القرآن لا يطلق إلا على ما بين دفتي المصحف من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس، فهذا هو القرآن المتعبد بتلاوته، المعجز بألفاظه ومعانيه، المحفوظ من التغيير والتبديل والتحريف والزيادة والنقص ... مصداقاً لقول الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:٩] .

ولا يشكل عليك وجود النسخ في القرآن الكريم، فقد ثبت في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:١٠٦] ، وقال الله تعالى: وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ* قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل:١٠١-١٠٢] .

وبإمكانك أن تطلع على المزيد من التفصيل عن النسخ وأنواعه في الفتوى رقم: ٣٧١٥ وفي كتب التفسير عند تفسير الآيات المذكورة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ربيع الثاني ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>