للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل تلعن الملائكة الزوجة إذا غضب عليها زوجها لأي أمر]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل تلعن الملائكة الزوجة إن بات زوجها غضبان عليها، ولكن ليس لسبب أنه دعاها إلى الفراش ورفضت بل لأي سبب من أسباب دنيوية مثلاً اختلفا في موضوع معين دنيوي وبقى الزوج غاضبا على زوجته فترة طويلة، فهل في هذه الفترة تلعن الملائكة الزوجة أم لا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم: ٥٠٣٤٣ أن أنه لا يجب على المرأة أن تطيع زوجها في كل ما يأمر به، إنما ذلك فيما يرجع إلى النكاح وتوابعه خصوصاً إذا كان فيما أمرها به ضرر عليها، أو إجحاف بحق من حقوقها، وإذا كان الزوج قد غضب من زوجته بغير حق فإن الحديث لا يتناولها، ثم إن ظاهر الحديث، وظاهر كلام أهل العلم في شرحه أن هذا اللعن في حق من منعت زوجها حقه في الاستمتاع وليس في مطلق الحقوق الأخرى، وانظري في الفتوى رقم: ٥٩٥٦٦، والفتوى رقم: ٧١٢٨٥.

وعموماً فعليك أن تحسني إلى زوجك، وأن تطيعيه في المعروف فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه أحمد والترمذي وغيرهما.

وعليك أيضاً أن تعلمي أن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالتفاهم والمودة والمحبة، والتغاضي عن الهفوات، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:٢١} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ صفر ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>