للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فارق السن ليس معتبرا في الزواج]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة كنت أدرس في بلد عربي لمدة خمس سنوات وخلال فترة وجودي هناك ارتكبت ذنوبا ومعاصي كثيرة وكنت على علاقة بأحد الطلبة هناك وكنا نذهب إلى أماكن لا يكون معنا أحد إلا الشيطان الرجيم الذي كان يحلي لنا الرذيلة

والأن عدت إلى أهلي منذ عام أحمل شهادتي وأحمل معي هذه المعصية وتقدم لخطبتي رجل متدين وأهم شيء في حياته إرضاء الله عز وجل. وأنا أجد في هذا الرجل الشخص المناسب الذي يمكن أن أرتاح معه ويستر علي ما قمت به سابقا ويعلم الله أني نويت التوبة ولكن الأهل غير موافقين عليه بسبب الفارق العمري بيننا ٢٤ عاما أنا عمري ٢٣ وهو عمرة ٤٦.

أرجوا أن تنصحوني أريد أن أعرف إذا كان هذا الزواج فيه شيء من التحريم أو لا أو إذا فيه ذنب على أهلي أو لا

وشكرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المعاصي والذنوب مهما كثرت وأتبعها العبد بتوبة صادقة فإن من رحمة الله تعالى أنه يقبل توبة التائب منها، فقال سبحانه: [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم] (الزمر:٥٣) وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: ياابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، ياابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي، وعليه فالواجب عليك التوبة النصوح وهي الإقلاع عن الذنب، والندم على مافات، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، وأكثري من الأعمال الصالحة لعل الله تعالى يمحو بها عنك تلك المعاصي الخطيرة، لقول الحق سبحانه: [إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ] (هود: ١١٤) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه الترمذي.

أما بخصوص رفض أهلك تزويجك ممن تقدم إلى الزواج بك.

فالجواب أنه إذاكان هذا الرجل المذكور متصفاً بالدين والخلق كما هو الواضح من السؤال، فلا ينبغي لهم رفضه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. وننصحك بمحاولة إقناع أهلك في قبول هذا الرجل وتنبيههم إلى أن ما تذرعوا به من فارق السن بينك وبين هذا الرجل لا يعد حجة شرعية، وإنما المدار على الدين والخلق، وانظري الفتوى رقم: ٦٠٧٩.

ولو استعنت ببعض الأقارب ومن له تأثير قوي عليهم فلا بأس، فإن وافقوا فقد تم ماأردت، وأن بقوا على منعهم وخفت على نفسك العودة إلى الحرام فلك رفع أمرك إلى القاضي ليأمرهم بتزويجك والإ زوجك هو، وراجعي الفتوى رقم: ٧٧٥٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ ربيع الثاني ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>