للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفئة الباغية قتلت عمار بن ياسر]

[السُّؤَالُ]

ـ[كيف استشهد الصحابي عمار بن ياسر ومن قتله؟ هل هو معاوية بن ابي سفيان وإن كانت الإجابة نعم فكيف تفسر قول الرسول الكريم أنه ستقتله فئة باغية؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن عمار بن ياسر رضي الله عنه قتل في صفين، وهو يقاتل مع جيش عليّ رضي الله عنه، حيث حمل عليه ابن جوى السكسكي وأبو الغادية الفزاري من جند الشام، فأما أبو الغادية فطعنه، وأما ابن جوى فاحتز رأسه، وكان هذان الرجلان ضمن جيش معاوية رضي الله عنه.

أما بالنسبة لما حصل بين الصحابة من قتال، فإن اعتقاد أهل السنة والجماعة أن كلتا الطائفتين اجتهدت، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر، ولكن من كان المصيب منهما؟ اختلف أهل السنة في ذلك على أقوال ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

- فقالت طائفة: المصيب علي ومن معه، ومما استدلوا به قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمار: "تقتلك الفئة الباغية" رواه أحمد وغيره، وجاء عن جماعة من الصحابة منهم عمار وعبد الله بن عمر وغيرهما.

- وقالت طائفة: إن المصيب من اعتزل القتال كابن عمر وسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة واستدلوا بالأحاديث التي تأمر بالاعتزال عند الفتن، ومال إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

- وقالت طائفة: المصيب أحد الفريقين غير معين.

وعلى العموم، فإننا نعتقد أن كلاً من الفريقين مأجور معذور، وعنده من الحسنات ما يمحو الله به ما قد يحصل من ذلك، وكما قال شيخ الإسلام: فلنصن ألسنتنا عما حصل بينهم، كما صان الله أيدينا عن ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ربيع الأول ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>