للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[طلاق الزوجة المتمادية في سوء خلقها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا رجل متزوج منذ ٦ سنوات ولم ننجب أنا وزوجتي, وزوجتي لا تشبعني جنسيا ولقد نبهتها إلى هذا الموضوع أكثر من مرة_ بل على مدار كل سنوات زواجنا_ حيث إنها تتعمد النوم مبكرا ولا تتزين لي ولا تتجمل لي ولا تعد لي الطعام أيضا. وعندما قلت لها إنني سوف أتزوج عليها لأعف نفسي ولأنجب حيث إنني لا أعاني أي مشكلة تمنعني من الإنجاب _ ولله الحمد_ لم توافق وقالت إنها سوف تحول حياة زوجتي الثانية إلى جحيم! والحق أنني أصبحت لا أطيق عشرتها وأفكر في تسريحها بإحسان بالإضافة إلى أن المرأة الأخرى التي أريد الزواج منها (وهي فتاه ملتزمة قائمة لليل حافظة لكتاب الله) حينما سمعت ما قالته زوجتي رفضت الارتباط بي وقالت هي لا تريد أن تسبب مشاكل لأحد ولا لنفسها وهي تريد أن تعيش في هدوء وأنا أريد أن أعف نفسي فليس من المنطق أن أكون متزوجا وأنظر إلى الحرام _ أستغفر الله_ فهل إذا طلقتها أكون ظلمتها؟؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جعل الشارع الحكيم لكل من الزوجين حقوقا على الآخر وحث على تأدية ذلك الحق لصاحبه ونهى عن التقصير فيه، ومن تلك الحقوق التي أوجب على المرأة لزوجها القيام بحسن التبعل له بما في ذلك التزين. قال الهيثمي في الزواجر: قال بعض العلماء: يجب على المرأة دوام الحياء من زوجها وغض طرفها قدامه، والطاعة لأمره والسكوت عند كلامه والقيام عند قدومه وعند خروجه، وعرض نفسها عليه عند النوم وطيب الرائحة له، وتعاهد الفم بالسواك والطيب، ودوام الزينة بحضرته وتركها في غيبته.

ومن هذا تدرك زوجتك كم هي مقصرة في حقك مما يستوجب عليها التوبة من هذا التقصير، وينبغي أن تعينها بدوام النصح في هذا الشأن، فإن استقامت وتخلت عن هذا السلوك فلا إشكال، فإن أبت إلا التمادي فلا مانع من طلاقها لسوء خلقها، وانظر الفتوى رقم: ١٢٩٦٣ وليس في هذا ظلم لها، لأن من بين أهداف الطلاق التي شرع لها أنه يباح عند سوء خلق المرأة.

أما فيما يتعلق برغبتك من التزوج على زوجتك فالجواب أنه لا حرج عليك في ذلك إذا كنت قادرا على القيام بحقوق الزوجات المعدد بهن وراجع الفتوى رقم: ١٤٦٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ صفر ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>