للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الصبر على الوالد ونهيه عن المنكر]

[السُّؤَالُ]

ـ[والدي كثير المشاكل يقوم برفع دعاوى على الأقارب بسبب الإرث وعلى صاحب البيت الذي يسكن فيه للترميم وبعض هذه الدعاوى هو على حق فيها والبعض الآخر يمكن أن يحل بشكل ودي، ولكنه يرفض ويقوم بالعبث بأجهزة المنزل مما يصيبها بالأعطال وهو على هذا الحال حوالي عشر سنوات، وله معاش زهيد وأقوم أنا بتحمل نواتج هذه المشاكل وأنا ابنه الوحيد مع أربع بنات، وأنا المسؤول أيضا عن تجهيز البنات ولن أقدر أن أتخلى عن تلك المسؤوليات وأنا متزوج ولدي ولد وبنت ولا أعرف كيف أتصرف معه، وهو رجل طيب لكن طريقته في حل الأمور غير صائبة وتكلفني الكثير والمحامون يوهمونه أنهم سوف يفعلون له وينصرونه ويدفع لهم معاشات وأقوم أنا بالإنفاق على المنزل، علما بأنني لي منزل مستقل وأولادي بدأوا دخول المدارس وبدأت المصاريف تزداد علي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى قد أمرك في محكم كتابه بالتأدب مع الوالد وإحسان العبارة له، فقال: وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:٢٣} .

وإذا كان أبوك صاحب عصبية ومزاج قوي ويفعل بعض الأمور التي قد تضركم ولا تنفعكم فيجوز لك تنبيهه إلى ذلك وبيان الصواب له بأسلوب حسن لبق وتنهاه عن تلك الأفعال ما لم يغضب، فإذا غضب وجب عليك أن تسكت ولا تجادله، كما بينا في الفتوى رقم: ١٨٢١٦.

ولا يعد نهيه عن المنكر عقوقاً ولكن لا بد أن يكون بالتي هي أحسن، كما كان إبراهيم يخاطب أباه: يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا* يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا {مريم:٤٤-٤٥} ، وانظر الفتوى رقم: ٩٦٤٧.

ولا ينبغي أن يرهقك بما لا طائل منه بل يرأف بك، ويجب عليك أن تحسن إليه وتصبر على أذاه ففي ذلك خير كثير وأجر وفير، كما بينا في الفتوى رقم: ٢٧٨٧١.

وأعلم أنه لا يلزمك إصلاح ما أفسده والدك، ولكن إن أصلحت ذلك تفادياً لأن تحصل مشاكل بينه وبين الناس كان ذلك من تمام البر والإحسان إليه وكان جزاؤك عند الله عظيماً إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ شعبان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>