للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا حق للزوج في التحكم في أهل زوجته والاعتداء عليهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا امرأة متزوجة منذ ٧ سنوات، مشكلتي مع زوجي بدأت حينما كان يحاول السيطرة على إخوتي وصداقاتهم، في بداية الأمر كان يكتفي بالطلب منهم أن يمتنعوا عن صحبة أشخاص مشهود لهم بالأخلاق، وإذا رأى عدم تجاوب يعود غاضبا للمنزل، ويبدأ في السب والشتم لأهلي، ثم بدأ يفرض شروطه بأن يهددني بالانفصال في حال رأى أحد أولئك الأصدقاء أو سياراتهم أمام منزل أهلي، ثم تدرج الأمر إلى أن خاصم إخوتي وضربهم بسبب صداقاتهم تلك. مع أنه لا يعترض على الأشخاص أبدا ويقول بأنهم خلوقون لكنني لا أرضاهم أصدقاء لإخوتك، ثم بدأ يمنعني من حضور أي مناسبة اجتماعية يكون أصدقاؤهم طرفا فيها، وأحيانا بدون سبب يمنعني من حضور تلك المناسبات. والآن تقدم لخطبة أختي أحدهم ويلوح بأنه إن تمت الموافقة سيطلقني أو يتزوج علي، مع أنني مررت بـ ٥ حالات إسقاط كان السبب فيها تأثري النفسي بسبب سبه وشتمه المستمر لأهلي، وهو يعلم ذلك لكنه لا يتورع، وحدث بيننا طلاق ثم رجعنا لبعضنا، ووصل الأمر به أنه حدث أن استعار أحدهم سيارة أخي فأقسم أن لا أركب سيارة أخي لأن فلانا ركبها، وكنت مضطرة لأن أمي مريضة وتحتاج لمن يذهب معها ولم يرض حتى قام أخي بالبحث عن سيارة أخرى. يحاول إخوتي الصبر عليه لأجلي لكنه يتمادى في كل يوم في فرض قيوده وإدخاله ما يراه خارج المنزل في حياتنا الشخصية، بالإضافة إلى غيرته الشديدة حتى من إخوته وإخوتي. باختصار أنا أعاني جدا من غيرته وسبه وشتمه وتهديداته لي وانتقاصه من شأن إخوتي وأهلي، وأننا لسنا في مقامهم الاجتماعي، مع أنه تزوجني برغبة شديدة منه، أصبحت الآن أعيش في عزلة اجتماعية، فلا أزور عائلتي إلا نادرا، ومنزلي لا يتجرأ أحد لزيارته خوفا من ردة فعل زوجي. كيف أتعامل مع شخصية زوجي وكيف أفهم نفسيته؟ وما حكم الشرع فيما يفرضه علي من منع ركوب سيارة إخوتي؟ وماذا لو كنت مضطرة لذلك ولا يرضى هو قضاء حاجياتي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حقّ لزوجك في التدخل في شئون أهلك إلّا بالنصيحة بالمعروف، أمّا منعه لهم من مصاحبة البعض وضربهم على ذلك وسبّهم وشتمهم وتهديدك، ومنعك من ركوب سيارة أخيك لمجرد أنّ أحد أصحابه قد استعارها، كلّ ذلك تعدٍّ لحدود الشرع، وانحراف عن السلوك السويّ وظلم لك ولأهلك، وأمّا غيرته عليك فإن كانت في حدود الشرع فهي محمودة، ولمعرفة الغيرة المحمودة والمذمومة راجعي الفتوى رقم: ٧١٣٤٠.

وعليك نصح زوجك بالمعاشرة بالمعروف، وإعانته على تقوية صلته بربه وتعلّم ما يلزمه من أمور دينه، والواجب عليك طاعته في المعروف، ولمعرفة حدود طاعة المرأة لزوجها راجعي الفتوى رقم: ١١٥٠٧٨.

فإذا لم ينتصح زوجك، فحكم من أهله وحكم من أهلك للإصلاح بينكما وردع الزوج عن تعدي حدوده.

أمّا عن منعه لك من ركوب سيارة أخيك فعليك طاعته في ذلك وإبرار قسمه، إلّا أن تضطرّي لركوبها فلك ذلك.

ولمعرفة كيفية التعامل مع زوجك وفهمه، يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالموقع.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>