للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من استلف عملة فعدمت بالكلية ولم توجد]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجو أن أسمع رأيك حول موضوع الدَين، لقد استدنت من أخي منذ ١١عشر عاما مبلغ ١٢ ألف مارك ألماني غربي. منذ عام ٢٠٠٠ ألغي المارك الألماني وحل محله اليورو. الآن توفر معي المبلغ, فأعطيته ١٢ ألف دولار أمريكي، فهو يقول إن المبلغ لا يساوي ١٢ألف مارك علما أن الدولار كا ن يساوي٢,٢ماركا آنذاك

فكيف أستطيع أن أحسب المبلغ لأصفي ذمتي من ذلك الدين

وجزاكم الله عنا كل خير]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت العملة التي استلفتها من أخيك قد عُدمت ولم تعد موجودة فالواجب عليك تسديد قيمتها عند حصول آخر أمرين:

- وقت انعدامها.

- ووقت استحقاق تسديدها عليك.

فمثلاً: إذا كان الدولار وقت انعدام المارك يساوي ٢.٢مارك، ووقت استحقاق التسديد -كحلول الدين إذا كان مؤجلاً أو وقت قدرتك على قضاء الدين- كان الدولار يساوي ٤ ماركات، فالواجب حينئذ اعتبار القيمة وقت استحقاق الدين، قال الشيخ الحطاب في مواهب الجليل: يعني أن من أقرض فلوساً أو باع بها سلعة، ثم إنه بطل التعامل بتلك الفلوس وصار التعامل بغيرها، فإنه يجب له الفلوس ما دامت موجودة ولو رخصت أو غلت.

فإن عدمت بالكلية ولم توجد فله قيمة الفلوس من يوم يجتمع استحقاقها أي وجوبها، وحلولها وعدمها أي انقطاعها، ويحصل ذلك بالأخير منهما، فإن كان الاستحقاق أولاً فليس له القيمة إلا يوم العَدَم، وإن كان العَدَم أولاً فليس له القيمة إلا يوم الاستحقاق. انتهى.

وعليه؛ فإذا كان الدين المذكور لم تسدده إلا الآن لعدم حلول الدين، أو لعدم قدرتك على أدائه، حسبت قيمة المارك الآن ثم دفعت مقابله من أي عملة شئت، وإن كان الدين المذكور حالاً وكنت قادراً على أدائه تحسب قيمة المارك وقت انعدامه، ثم تدفع قيمته من أي عملة شئت أيضاً.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>