للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحكمة من تخصيص يوم عرفات بالوقوف]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هو اليوم الذي يقف فيه الناس في عرفات ولماذا حدد في هذا اليوم بالذات؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأما اليوم الذي يقف فيه الناس بعرفات، فهو يوم التاسع من ذي الحجة، وأما سؤالك عن العلة وراء تحديد ذلك اليوم بالوقوف، فاعلم أن شرع الله من حيث معرفة وجه الحكمة، وعدم معرفتها على قسمين:

الأول: ما ظهرت حكمته، وبانت للعقول مصلحته، وذلك كحد الردة حفظاً للدين، وحد القصاص حفظاً للحياة، وحد الزنا حفظاً للأنساب، وحد الخمر حفظاً للعقول.

الثاني: ما خفي على العقول وجه المصلحة منه، كتعيين رمضان بالصيام، وكتحديد خمس صلوات في اليوم والليلة، وتعيين عرفة بالوقوف، فحكمة هذه الأمور أخفاها الله عنا ابتلاءً ليتحقق من العبد الاستسلام لله بالطاعة، وأن حال العبد أمام أمر الله وشرعه قائم على قدم الخضوع والاستسلام، سواء علم الحكمة من أمره، أم لم يعلمها مع التيقن أن لها حكماً لم نعلمها، ولم ندركها بعقولنا. والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ محرم ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>