للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مسألة حول الزواج الثاني والعدل بين الزوجتين]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها وقد استفسرت سابقا عن حكم الزوجة الثانية إذا كانت الزوجة الأولى لا تعلم لأن ذلك سوف يؤثر على بند العدل في المبيت، فإذا قبلت ذلك تقديرا للظروف وعدم طلاقها فهل من وزر على الزوج لنقصان شروط الزواج الثاني، وهل معنى أن الله عز وجل وضع هذه الشروط معنى هذا أنني لن أتحمل هذه الحياة ... أم أن المودة والرحمة والمعاملة الطيبة سوف تسهل كل الأمور.

وهل عدم معرفة أهل الزوج عن هذا الزواج سوف يزيد من أعباء الزوجة الثانية وخصوصا أنها لم تكن معه في أي مناسبة عائلية وهل يكفي القدوم على هذا الزواج لمجرد رضاي لدينه وارتياحي له، وهل علي وزر بسبب ارتياحي له؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب على الزوج أن يعدل في المبيت بين زوجاته لكن إذا تنازلت إحداهن عن حقها أو عن بعضه فلا حرج عليه ولا عليها، ولو كان ذلك عند العقد فلا يبطله ولا يكون ناقصا، فلا حرج عليك أن تتنازلي عن حقك في المبيت مطلقا كما فعلت سودة رضي الله عنها لما تنازلت عن ليلتها لعائشة رضي الله عنها لأنها كانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه، أو تتنازلي عنه مدة من الزمن وهكذا، والمعاملة الطيبة بينكما والعشرة بالمعروف ووفاء كل من الزوجين بما عليه مما يؤدم العشرة ويجلب السعادة في الحياة الزوجية، وأما عدم معرفة أهل الزوج به فقد لا يكون له تأثير سلبي، وقد يكون له، فالمجتمعات والظروف تختلف من مكان إلى مكان، وهكذا، فينبغي أن تستخيري الله عز وجل وتستشيري ذوي الرأي والحكمة من أهلك وصديقاتك.

وكون الخاطب مرضي الدين والخلق مما يدعو إلى قبوله ويبعث الطمأنينة إليه، لكن قد تكون هنالك موانع أخرى من ذلك مما يعود إلى الزوجة أو ولي أمرها ونظرهما في عواقب الأمور.

ومجرد الارتياح للخاطب وانشراح الصدر له لا وزر فيه ما لم يكن يترتب عليه حرام كخلوة أو مراسلة محرمة أو غيرها، وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٨٢٢٨، ٣٦٩٠٠، ٤٢٢٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ محرم ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>