للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل تقبل الزواج من رجل له أولاد من زوجة متوفاة]

[السُّؤَالُ]

ـ[لقد تقدم لإحدى أخواتي في الإسلام رجل قد توفيت زوجته بحادث سيارة -يرحمها الله- , ولديه ٣ أولاد أعمارهم تقارب ١٢,١٠,٧ سنوات , وبنت عمرها ٤ سنوات.

الأخت لا تمانع الارتباط بهذا الرجل , لكنها في الحقيقة خائفة من أن لا تكون أهلا للمسؤولية التي ستكون على عاتقها وأن لا تؤدي الواجب في حق الزوج وحق الأولاد بالشكل المطلوب ومن ثم يحدث طلاق ومن ثم يؤثر ذلك على نفسية الأطفال بشكل سلبي أكثر مما هو عليه ... وهي مترددة في اتخاذ القرار النهائي للارتباط بهذا الرجل, وتسأل نفسها وتقول: \\\"هل إن تقدم لإحدى الصحابيات رضي الله عنهن مثل هذا الرجل التي تقدم إليها ستوافق أم لا؟ \\\"

لقد نصحت الأخت بأن تستخير وأن تدرس الموضوع جيدا وأن تحسن الظن بالله لأن الله عند ظن عبده به ... لكنني فضلت أن أستشيركم لعلكم تفيدوننا بشيء جديد وتجعلونا نبصر نقطة لم نلحظها وتزيد من معنواياتها وترشدها لاتخاذ القرار الأخير إن شاء الله.. فالرجاء تقديم نصيحة لهذه.

وجزاكم خير الجزاء وبارك فيكم وجعل أعمالكم خالصة لوجه ... اللهم آمين]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصح به هو أن تقدم هذه الأخت على الزواج بهذا الرجل إن كان صاحب دين وخلق، وعليها أن تحتسب أجرها عند الله تعالى، فإنها إن أحسنت تربية هؤلاء الأولاد كان لها على ذلك الأجر العظيم.

وأما قولها هل إن تقدم لإحدى الصحابيات رضي الله عنهن مثل هذا الرجل الذي تقدم إليها ستوافق أم لا؟ فنقول: ليس النساء بنفسية واحدة، فمنهن صاحبة الصدر الواسع، ومنهن من هي بخلاف ذلك، فما قد تقبله تلك قد ترده الأخرى.

والخلاصة أن الإسلام رغب في الزواج وحث عليه لما فيه من المصالح الخاصة والعامة، وأرشد إلى اختيار صاحب الدين والخلق من الأزواج. ومع هذا، فلا يجب على المرأة قبول رجل بعينه ولو كان صاحب دين وخلق.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ صفر ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>