للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يسمح لمطلقته بالسكنى مع أولادها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أبعث إليكم بسؤال مختلط بدمي وهو أنني طلقت زوجتي بسب الخيانة الزوجية وهي في عمر ٤٢ سنة أي قبل ٤ سنوات لي ولدان وبنتان في الجامعة تزوجت بعد ثلاث سنوات من الطلاق كانت شبه منقطعة عن الأبناء ومجرد مكالمات تلفونية عابرة تزوجت قبل سنة وهي في طريقها للطلاق من زوجها الجديد بدأت بكثافة الاتصال مع أبنائها تسترقهم عطفا ومظلمة من الحياة ومن زوجها الجديد وتقول بأنها ترغب في التوبة وكل هذا بعد أن انقطعت بها السبل فلا والدها ولا أبوها ولا إخوانها رضوا عن زواجها الثاني وبعد أن لجأت لهم طردوها وبدأت كما قلت في تكثيف الاتصالات بأبنائها في الجامعة الموجودين حاليا في مصر وترغب أن تعيش معهم السؤال هو: هل لي أن أسمح لها أن تعيش مع أبنائها بصفة دائمة؟ طبعا ترغب في أن تطلق زوجها وتبقى باقي حياتها مع أبنائها الذين يدرسون في مصر. بالنسبة لي أنا حائر حيث إن لدي بنتين وولدين يسكنون في شقة قريبة من الجامعة ولا أستطيع السيطرة عليهم وهم يرغبون في أن تعود أمهم لهم؟ رأي زوجتي الجديدة من باب الرأفة والرحمة قالت ليس هناك مانع من أن تبقى على اتصال مع أبنائها بشرط أن لا تطلق زوجها وهي خائفة على مستقبلها علما بأن الزوجة السابقة ترتاد السحرة والمشعوذين في هذا الخصوص وسبق أن تسببت لي بالضرر وحتى ابنها الكبير لا يزال يعاني من السحر.. وهو في حالة من الضياع دخان وتأخر في الجامعة أما الآخرون فهم والحمد لله يسيرون بصورة جيده في الجامعة لأنهم لم يخضعوا للسحر والشعوذة كما قلت لكم أيها الشيخ الفاضل الخوف من هذه الإنسانة لأنها طلقت بسبب الخيانة الزوجية ولاسيما أن عندي بنتين في الجامعة..

أفتوني جزاكم الله كل الخير والله يحفظكم وإنني أصبحت أعيش في حالة من الضياع والتشرد والخوف من وعلى مستقبل الأبناء والبنات ... ]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دامت هذه المرأة متزوجة فالأولى تشجيعها على البقاء مع زوجها وصبرها عليه، وذلك أفضل لها وأليق بحالها.

وأما إن وقع الطلاق، وتابت توبة صادقة من تلك المعاصي بما فيها ممارسة السحر والتخلي عن اقتراف الفاحشة ومقدماتها، فلا مانع من تركها تسكن مع أبنائها، وذلك رأفة بها وحفظا لأعراض الأبناء من أن يعيروا في الناس بأن أمهم مشردة، هذا إضافة إلى أن في جمع شملها بأبنائها عوناً لهؤلاء الأبناء على البر بأمهم وحسن صحبتها، وذلك لما للأم من حق عظيم على أبنائها بدليل ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسل، فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بصحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك.

أما إن كانت هذه الأم باقية على سلوكها السيء، فلا ينبغي أن تمكن من السكنى مع أولادها خشيهة أن تؤثر على سلوكهم، بأن تندبهم إلى طريق الانحراف الذي تسلكه.

لكن لا مانع أن تكلم أبناءها أو يكلموها أو تقابلهم ويقابلوها، والأولى أن يكون ذلك بحضرة أبي الأولاد.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ محرم ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>