للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سل الله الجنة تعطى ما تتمنى.]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله.

أتمنى أن أسمع القرٍآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهل يتحقق هذا في الجنة إن شاء الله؟

جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا ريب أن ما تتمناه أمر طيب، ومن الخير الذي تهواه نفوس المؤمنين، لكن حسبك أن تسأل الله الجنة ونعيمها، والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذل الأسباب التي يتحقق بها ذلك، وستعطى بإذن الله ما تتمنى.

روى أبو داود في سننه عن ابن سعد رضي الله عنه أنه قال: سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا. وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا. فقال: يا بني، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء. فإياك أن تكون منهم، إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها. وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر.

وإن من أسباب القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلي:

الأول: حسن الخلق: روى الترمذي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا.

الثاني: كثرة السجود (أي الصلاة) : روى أبو داود والنسائي عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آتيه بوضوئه وبحاجته، فقال: سلني. فقلت: مرافقتك في الجنة. قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.

الثالث: عموم الطاعات: روى الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لأحبك حتى إني لأذكرك، فلولا أني أجيء فأنظر إليك ظننت أن نفسي تخرج، فأذكر أني إن دخلت الجنة صرت دونك في المنزلة، فشق ذلك عليَّ، وأحبّ أن أكون معك في الدرجة. فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، فأنزل الله عز وجل: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ [النساء:٦٩] الآية. فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ جمادي الأولى ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>