للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[دلالة الأصولية عند المسلمين تختلف عند الغرب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا طالبة أدرس في الجامعة وحالياً أدرس مادة عن الحركات الإسلامية المعاصرة وما يسمى بالأصولية الإسلامية عند الغرب..أعلم أن هناك العديد من الافتراءات التي كتبت عن بعض أهل التوحيد..والآن مطلوب مني عمل بحث باسم \"الأصولية المعاصرة\" ولكني أخاف أن استعين بمصادر تظلم أشخاصا قد خدموا الإسلام فأظلمهم على جهل مني..هل أقوم بهذا البحث؟ أفيدوني بالنصح جزاكم الله خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولاً أن مفهوم الأصولية يختلف عند المسلمين دلالة وروحاً ومنهجاً عنه عند الغرب، وكنا قد بينا هذا الاختلاف، ولك أن تراجعي فيه الفتوى رقم: ٢٣٧١١.

وأما الذي سألت عنه من قيامك ببحث يمكن أن تستعيني فيه بمصادر قد تكون مضللة، وأنت لا تملكين من الإلمام بموضوعه ما تميزين به بين الحق والباطل، فإنه عمل تحفه مخاطر عدة منها:

١- احتمال الظلم لمن تكتبين عنهم وهو أمر محرم، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [الأحزاب:٥٨] ، وقال تعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا. رواه مسلم.

٢- احتمال الكذب في نقل الخبر والكذب محرم مذموم طبعاً وشرعاً.

٣- إقدام المرء على الكتابة فيما لا يعرفه، ولا يخفى ما فيه من الخطأ، وبناء على ذلك فإذا أمكنك أن تطالعي من الكتب الموثوقة وتحصلي من المعارف المأمونة ما تأمنين به على نفسك من الوقوع في هذه المخاطر، فلا بأس بقيامك بهذا البحث، وإن لم تجدي لذلك وسيلة فتركه خير لك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ جمادي الأولى ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>