للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خطورة التعارف وإقامة علاقة عبر النت]

[السُّؤَالُ]

ـ[إخوتي أكتب لكم وأنا بين نارين لا أعرف السبيل للخلاص. فأنا يا إخوتي بين نار الاكتواء بالندم والخوف من الله ونار الحب، نعم إخوتي أبلغ من السن ٢٩ سنةأ نشأت بعيدة عن العلاقات المحرمة متحجبة وكان كل وقتي في العمل التطوعي وأعمل الآن كمربية أطفال معاقين وعملت في مراكز خيرية الكل يشهد لي بقلبي الكبير وبجديتي. مضت سنوات وأنا حازمة مع نفسي إلى أن دخلت صدفة عالم المحادثات عبر النت ... تعرفت على شاب منذ ٧ أشهر تحدثتنا وتقاربنا وأصبح فينا من الحب ما لا نستطيع كتمه.

تحدتثنا وتقاربنا ولكونه يعيش في بلد أجنبي لا يستطيع الحضور الآن. إخوتي نشهد الله أننا متزوجون وأن نيتنا خالصة في الزواج. أريد السؤال هل يجوز هذا الأمر أن نشهد الله على زواجنا وأن نتحدث في أمور خاصة وأن أجلس أمامه بدون حجاب وكذلك البوح بالمشاعر والتحدث كشخصين متزوجين.

إخوتي تعلقت به وأصبحت لا أستطيع العيش بدونه. أخاف أن تكون مشاعري القوية نحوه نتيجة الكبت الذي كنت أعيشه حتى أني أخاف أن أكون أمر من مراهقة متأخرة. إخوتي لا أجد راحتي إلا في حديثي معه وأحاول أن أفعل أي شيء لأرضيه.

إخوتي أخاف غضب الله ولا أجد السبيل إلى الخلاص، في مرات كثيرة أكره نفسي وأقرر عدم العودة ولكن قلبي يعيدني إليه، متأكدة من حبي له ومن حبه لي ولا أجد من حل غير الاستمرار في حديثي معه حتى يتمكن من العودة إلى الوطن للتأكد من صدق وعده.

إخوتي هل كوننا نشهد الله على أننا زوجان يجوز , إخوتي أرجوكم ساعدوني.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نحذر جميع المسلمين رجالاًً ونساءًً، شباباًً وفتيات من التعارف خلال محادثات الإنترنت، لما ينتج عن ذلك من فساد وأضرار لا يعلم مداها إلا الله.

ولا شك أن مخاطبة الرجل للمرأة الأجنبية عنه طريق من طرق الشيطان التي يوقع بها الكثير في حبائله، وقد قال تعالى: وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {البقرة:١٦٨} .

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٩٧٩٠٧، ٨٠٣٧٣، ٣٤٩٥٩.

كما نبين لأبنائنا أن التعارف من أجل الزواج عن طريق هذه المحادثات، قد لا يكون فيه حسن الاختيار، لأن كلا منهما يتكلم مع مجهول لا يعرف شيئاًً عن معدنه، ولا عن خلقه ودينه، وغالباًً ما يتكلم مظهراًً تدينه وأنه صاحب خلق كذباًً وزوراًً، ولا تعرف الفتاة من يشهد لهذه الأوصاف، ثم تفاجأ بخلاف ما ظنت، ولكن بعدما تكون قد تعلقت به فتزداد عليها الحسرات، وربما لم يظهر لها حقيقته إلا بعد الزواج فيزداد الأمر سوءاًً.

أما عن سؤالك أنكما أشهدتما الله أنكما متزوجان، فهذا لا يجوز ولا يبيح لك أن تكشفي حجابك، ولا أن تتكلمي معه عن أمورك الخاصة، أو تتحدثي معه بإباحة المشاعر كشخصين متزوجين، وذلك لأن الزواج الشرعي لا يتم إلا بأركانه وشروطه ولا بد أن تكون صيغة العقد بين الزوج وولي المرأة، ولا يحل للمرأة أن تزوج نفسها. وراجعي الفتوى رقم: ٧٧٠٤.

فالذي ننصحك به هو أن تتركي الحديث معه حتى يعود إلى أرض الوطن، فترسلي من يسألون عنه، ويجلسون معه، لكي يتعرفوا على دينه وخلقه، فإن كان مناسباًً لك فتزوجيه على بركة الله، ولا تسمحي لنفسك أختي الفاضلة أن تكوني تسلية لحديثه يشبع رغبته بالكلام معك، والنظر إليك، وتبادل المشاعر، وأنت لا تدرين ما هي الحقيقة، وإلى أين يسير بك الطريق.

فنسأل الله أن يصونك ونساء المسلمين من الزلل وأن يحفظ عرضك من الانحراف. وراجعي الفتوى: ٥٢٦٧٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ رمضان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>