للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تشدد عمر بن الخطاب مع رواة الحديث]

[السُّؤَالُ]

ـ[ذكر أحد الخطباء في خطبة الجمعة أن عمر بن الخطاب سجن ابنه عبد الله وأبا هريرة وصحابيا ثالثا نسيت اسمه لأنهم كانوا يكتبون الحديث بدعوى أنه يشغلهم عن القرآن. فما صحة هذه القصة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نقف على خبر يفيد أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سجن ابنه عبد الله أو أبا هريرة أو أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على كتابة الحديث، وكل ما وقفنا عليه في هذا الموضوع هو أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يتشدد مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما يروون حديثا عنه. حتى إنه قد ورد في الصحيحين أن أبا موسى الأشعري حينما روى حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الاستئذان من صاحب الدار، قال له عمر: والله لتقيمن عليه بينة، وزاد مسلم: وإلا أوجعتك. أمنكم أحد سمعه من النبي؟ فقال أبي بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فشهدت معه.

وروى البيهقي وعبد الزراق أن عمر أراد أن يكتب السنن، فاستفتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله شهرا، ثم أصبح يوما وقد عزم الله له. فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا، فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله. وإني لا أشوب كتاب الله بشيء أبدا.

ولما وصلت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز، أرسل إلى أبي بكر بن حزم عامله وقاضيه على المدينة وقال له: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء. وعلى هذا الحال من كتابة الحديث وتدوين السنة استقر أمر المسلمين إلى يومنا هذا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ شوال ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>