للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ترغب بإتمام الزواج رغم مرضه وأهلها يمانعون]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا بكر خطبت من شهرين ونصف من شاب ما شاء الله عليه متميز خلقا ودينا ولقد أحببته من كل قلبي ووجدت فيه كل ما أتمنى من خلق وأخلاق وتفكير والحمد لله هو من النواحي الأخرى المعيشية والوظيفية لا عيب عليه ولكن الشاب اكتشف بعد الخطوبة أنه مريض مرضا بالمخ.. خطورة المرض تكمن في أنه عرضة للشلل أو فقدان البصر أو الذاكرة.. ولقد كان صريحا جدا معي وأخبرني وأنا والله لا أستطيع التخلي عنه في شدة مثل هذه وأعتبره زوجي ويجب أن لا أتخلى عنه وإيماني بالله كبير ومؤمنة بأنه إذا صبرنا واحتسبنا بان الله سوف يكرمنا ويوفقنا.. لأن كل هذا في علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله، ولا يوجد علاج للمرض للأسف لأنه جديد في عالم الطب ولا تزال الدراسات قائمة عليه ولكن هناك علاجات تخفيفية تخفف من أعراض المرض وتؤخر من نوباته قدر الإمكان.. وكل شيء بيد الله سبحانه وتعالى، الأهل رغم ادعائهم بأن الرأي رأيي والقرار قراري إلا أنهم يضغطون علي ويسمعونني كلاما جارحا في الموضوع ويتمنون لو أني ارفض يقولون إن موافقتهم غير مضمونة وأنهم لا يريدون أن أخوض التجربة بحجة أنهم يخافون علي ويريدون لي الأفضل، ولكن لا أرى أفضل من هكذا أجر من الله سبحانه وتعالى بأن أقف بجانب خطيبي الذي سوف يكون زوجي بإذن الله ولأني تعلقت به كثيرا ونحن لم نكتب الكتاب بعد بسبب ظروف معينة وهو أن الشاب مقيم في الخارج لذلك تقدم إلينا وخطبني بعد محاولات دامت ٣ سنين ونصف انتظر إلى أن أصبح مستعدا وأصبحت الظروف مناسبة وجاء وتقدم ووافقنا عليه وتمت الأمور بسلام ولم نستطع كتب الكتاب لأنه غير مقيم في الدولة التي أقيم فيها ولن يستطيع حجز موعد لكتب الكتاب فقررنا أنا ووالدي السفر لاحقا إلى البلد التي يقيم فيها لنكتب كتابنا ثم نعود لنجهز أمور الفرح ونتزوج ومن ثم ننتقل أنا وزوجي إلى الدولة التي يقيم فيها لذلك أنا لست مرتبطة به شرعا بعد ولكن وجدت النية والخطوبة وتم الاتفاق على كل شيء ولذلك أهلي يعتبرون أننا في حل من أمرنا ونستطيع فسخ كل شيء ولكني أرفض ذلك.

والله وحده يعلم نيتي وقوة إيماني بالله والتي تجلعني لا أشعر بأي خوف من المستقبل مادام نيتي هي الوقوف بجانب زوجي ودعمه واحتساب الله والإيمان بقدرة الله الشافي المعافي والله وحده يعلم أيضا أني لا أنوي عقوق والدي ولا عصيانهم ولا التمرد عليهم ولكني لا أستطيع موافقتهم الرأي وأنا أفكر بالموضوع من وجهة نظر أخرى ومؤمنة بأن كل داء له دواء ومن توكل على الله فهو حسبه، أرشدوني هل أنا مخطئة؟؟؟ وهل ألام على موقفي؟؟ أنا أريد التزوج من هذا الشاب لأني أعجبت بخلقه ودينه بالدرجة الأولى وارتحت له كثيرا ولا يهمني المرض طالما هذا الشيء بيد الله وحده سبحانه وتعالى فلم الخوف وأنا قد وكلت أمري لله، أرجوكم أنيروا بصيرتي مع العلم أني أقدر موقف أهلي ولكن لا أريد أن يتأثر مصيري برأيهم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على البر بوالديك وحذرك من الوقوع في شيء من عقوقهما، ولا شك أن للوالدين منزلة عظيمة وأنه تجب طاعتهما في المعروف، وقد سبقت لنا عدة فتاوى تفيد أن طاعة الوالدين مقدمة على زواج المرأة من رجل معين فنحيلك منها على الفتوى رقم: ٦٥٦٣.

فالذي ننصحك به هو السعي في إقناع والديك فإن اقتنعا بزواجك منه فيها ونعمت وإلا فيجب عليك طاعتهما خاصة وأنهما لم يعترضا على هذا الزواج إلا من منطلق النظر في مصلحتك والشفقة عليك، ونخشى أن تكون الرغبة في الزواج منه من منطلق العاطفة، فإذا وقع ما يخشى لم تستطيعي الصبر على ذلك، فالأفضل برك بوالديك وعليك بسؤال الله تعالى أن يبدلك خيرا منه، وليس من تمام الثقة بالله أن تعتقدي أو تظني أن مستقبلك مرتبط بشخص معين.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>