للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عدم تطبيق الشريعة لا يسقط التكاليف عن الأفراد]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي هو: جميعنا نعلم ما هو حلال وحرام ولكن نحن في مجتمع لا يطبق الشريعة الإسلامية وزماننا يتمثل في الاختلاط في الدراسة والعمل والاجتماع مع الأقارب، فهل هذا الطابع من الحياة إذا اجتمع معه الأدب والاحتشام والمسؤولية، أستطيع أن أقول إننا نحيى بما يرضي الله عز وجل؟. وهل وأنا أعيش هذا المنهاج من الحياة تبطل صلاتي وعباداتي الخالصة لله، وما هو حجم الذنب الذي قد يرد صلاتي علي؟ ولا تقبل. شكرا جزيلا على توضيحكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن واجب المسلمين فرادى وجماعات ودولا وشعوبا أن يطبقوا شرع الله في كافة أمور حياتهم،

قال الله تعالى: [وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون َ] (المائدة: ٤٤)

وإذا كان المجتمع لا يطبق الشريعة الإسلامية فإن ذلك لايسقط التكاليف عن الأفراد ولايبيح المحرمات.

والاختلاط بين الجنسين على الوضع الشائع في الدراسة وفي العمل أو بين الأقارب لايجوز، وإذا احتاج المرء إلى اختلاط فعليه أن يتقيد بضوابط الشرع في ذلك، وقد بيناها من قبل فراجعي فيها الفتاوى ذات الأرقام:

٢٥٢٣، ١٧٣٤، ٤٠٣١،.

وإذا قلنا بأن الاختلاط بين الأجانب على الوضع الشائع الآن محرم فليس معنى ذلك أن الصلاة أو العبادات الأخرى تبطل بسببه،

والذنب الذي يبطل العبادة إنما هو الكفر أوما يقوم مقامه من أسباب الردة.

قال تعالى: [لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ] (الزمر: ٦٥)

ومثل ذلك ترك الصلاة عند من يرى تركها كفرا.

وراجعي فيه الفتوى رقم: ٥١٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ جمادي الأولى ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>