للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستقامة وعدم تمني الموت]

[السُّؤَالُ]

ـ[منذ طفولتي أصلي وأصوم وملتزمة بالضمير والدين المطلوب من حيث لم أغضب ربي أبدا إن شاء الله قط ولم أقم بعمل أي محرمات طيلة حياتي منذ الطفولة حتى الآن وبارة بوالدي وقلبي نظيف ولم أؤذ أحدا قط وأحب الناس وأعمل دائما الخير وأساعد أي إنسان أشعر أنه محتاج مهما كانت نوع المساعدة حتى لو فوق طاقتي أعاني من أجل الآخرين واتهمت وظلمت في حياتي زورا وكنت أسمع ولا أجيب أتألم ولا أدافع أتركهم لله وأشعر دائما أن الله معي -وأضحي من أجل الآخرين دون أن تكون صلة تربطني بهم فقط تضحياتي لله تعالى وأن قلبي لا يستطيع أن يرتاح إذا رأى إنسانا لديه مشكلة إلى أن تحل أتمنى الخير للجميع وأقوم بجميع مسئولياتي ومظلومة في حياتي منذ الصغر ومسئولة مسئولية تامة عن أطفال في الصرف والرعاية والتربية رغم وجود زوجي الذي لا يسأل عنهم وكأنه غير مسؤول عنهم رغم أنه يصلي ولكنه دائما يبحث عن نفسه ورفاهيته ووضعه الوظيفي واسمه الاجتماعي ولا ينفق وأنا أعمل وأنفق وأهتم بأولادي منذ ولادتهم وحتى كبروا وأصبح أكبرهم ثمانية عشر عاما فهل هذا كفاية أن يقيني عذاب القبر وأن أكون من أهل الجنة بإذن الله لأني أتمنى الموت لأني تعبت من الحياة والمسئولية والديون والعمل بالداخل والخارج ومسئولية الاولاد كبرت ولا أقدر عليها مع أني أشعر أن الله لن يتركني وأني سأجد نتيجة طيبة في أولادي ولكني أفكر بالقبر والجنة والنار - وأحلم بموت جميل وقبر واسع وحياة برزخ جميلة وأخاف بشدة ورعب من عذاب القبر والنار فكيف لي أن أكون من أهل الجنة وهل هذا وما يحدث لي وتصرفاتي قد تقيني من عذاب النار بما أني لم أقم أبدا بأي عمل يغضب الله طيلة حياتي إن شاء الله أن لا يكون لدى شيء أجهله أو بدون قصد ولكن ما هو محرم أتجنبه دوما منذ طفولتي وحتى الآن وما هو مطلوب من العبد أقوم به أرجو إفادتي وكيف يقي الإنسان من عذاب القبر؟]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

احمدي الله على نعمه، واسأليه المزيد منها والعون على شكرها، ولا تتمني الموت لهذه المتاعب العادية، واعلمي أن طريق الجنة والنجاة من النار بالاستقامة على طريق الحق.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من نعم الله على عبده أن يرزقه الاستقامة على طريق الحق، ويجنبه طريق الانحراف والضلال.. فهذه أعظم كرامة يمن الله بها على أوليائه، فلتمحدي الله على ذلك، وتسأليه الثبات والمزيد من إنعامه، والعون على شكره..

ولتعلمي أن ما تقومين به من تربية لأولادك ومن الإنفاق عليهم والرعاية لزوجك، كل ذلك أجر لك ورفعة لدرجتك لا يضيع منه شيء عند الله تعالى.

فلا يحملنك تفريط الزوج أو غيره في واجبه على الملل أو تمني الموت، لمجرد هذه الأمور وما ترتب عليها. فهذه طبيعة الحياة والناس فيها في كبد وكدح. والسعيد من وفقه الله تعالى لطاعته فأنت- إن شاء الله- تزدادين كل يوم أجرا. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تمني المو ت كما في صحيح البخاري وغيره أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسنا فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب"

فطريق السعادة في الدنيا والآخرة والأمن من عذاب القبر وعذاب النار هو في الاستقامة وامتثال أوامر الله تعالى في السر والعلانية واجتناب نواهيه في السر والعلانية.

نسأل لنا ولك الثبات والتوفيق لما يحبه ويرضاه.

وللمزيد انظري الفتاوى: ٥٦٦٥٢، ٣٠٧٤٢، ٣١٧٨١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ صفر ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>