للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يجوز الإجهاض لإنقاذ حياة الأم]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زوجتي حامل فى شهرها الخامس تقريبا وقد اكتشف الاطباء وجود سائل فى راس الجنين مما ادى زياده فى حجم الراس عن معدله الطبيعي وكذلك ضمور فى الدماغ وبالتالي فلا أمل بأن يكون هنالك حياة لهذا الجنين وإن حصل فلن يكون طبيعياً ويستلزم عملية فور الولادة لتوصيل أنبوب من الدماغ إلى المعدة لتفريغ السوائل الناتجة عن انسداد فى الأغشية التى تقوم بتصريف هذا السائل. وكذلك سيحتاج إلى عدة عمليات أخرى كل عدة سنوات (٢-٣) مدى الحياة مع العلم أنه سيكون متخلفاً ولن تعمل وظائفه بشكل طبيعي للظمور الشديد فى الدماغ. هذا وقد استشرت عدة أطباء بمن فيهم أخصائي أشعة ومختبرات وقد أجمعوا على ذلك وعلى أنه قد يضطر الأطباء على ثقب رأس الجنين أثناء الولادة لإنقاذ الأم أو عمل عملية قيصرية. وأيضا نصحونا الأطباء بالإجهاض وقد استشرت أحد الأطباء المتدينين فى الأردن وقد أخبرني أنه لن يقوم بعملية الإجهاض حتى يتكون لديه قناعة علمية ودينية تجيز ذلك وقد طلب مني بأن أستشير أخصائي مختبرا ت وأشعه وعندما أرسلت له التقرير وافق على عملية الإجهاض وطلب مني إرسال زوجتي إلى الأردن للإجهاض لأن الأطباء في السعودية لا يجيزون أية حالة إجهاض إلا إذا كان هناك خطر مباشر على الأم فقط أرجو الإفادة؟ جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

ما دامت زوجتك في شهرها الخامس، فإنه لا يجوز الإجهاض إلا في حالة ما إذا كان ثم ضرر محقق على حياة الأم، فيجوز الإجهاض لإنقاذ حياتها إذا ثبت ذلك بتقرير طبي موثوق لأن الأم متسببة في وجود هذا الجنين فلا تبقى حياة الجنين على حساب المتسبب فيه. ولأن حياة الأم مستقرة وهى الأصل ولها كامل الحقوق بخلاف الجنين أما إذا كان الضرر محتملا أو كان الجنين به تشوهات خلقية كالحالة التي ذكرتها وكان قد أتم الحمل مئة وعشرين يوما فلا يجوز الإجهاض حينئذ. ثم اعلم وفقك الله أن الذي خلق هذا الجنين هو رب العزة جل وعلا وهو الحكيم في أفعاله اللطيف بعباده قال تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) [الملك: ١٤] وقال عز من قائل: (أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين) [الواقعة: ٥٨/٦٠] . فالله جل وعلا – الذي خلقه- أرحم به من أبيه وأمه، وقد يكون وجود الجنين على هذا النحو اختبارا من الله تعالى لأبويه ليعلم صبرهما على أقدار الله تعالى. أوأن الله جلت قدرته أراد أن يرفع درجات أبويه أو يمحو الله عنهما ذنوبا اكتسباها، أو لحكمة دق فهمنا عن إدراكها وقد قال تعالى: (كذلك الله يخلق ما يشاء) [آل عمران: ٤٠] وقال تعالى: (يخلق ما يشاء) [النور:٤٥] وأما إذا أضطروا لثقب رأسه لإنقاذ أمه فلهم ذلك لما سبق ذكره، وإن كان يولد لغير ذلك كإجراء عملية جراحية قيصرية فهو أولى إن لم يكن –كذلك- ثم ضرر على حياة الأم. والله تعالى أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ رجب ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>