للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الزواج من فتاة رفضها أبوه لأن أباها مبتدع]

[السُّؤَالُ]

ـ[فأرجو الإجابة على هذا السؤال: بسم الله ... أحببت فتاة وأحبتني، وأقمت معها علاقة حب، ولله الحمد تبنا من هذه العلاقة، وقبل التوبة قررنا أن نصلي استخارة كي نعلم هل نرتاح لبعضنا البعض، فأحسسنا بالضيق (فهل الصلاة في حالتنا ونحن على معصية صحيحة) ، وبعد التوبة صليت عدة مرات وأحسست براحة للزواج بها، ولما أخبرت والدي رفض أبي لأن أباها ينتمي إلى بعض الطوائف المبتدعة، ولكن هي سنية كأمها وقد كررت عليهم الأمر عدة مرات ولكن أبي رافض بل أحسه متضايقأ مني، وحتى أني صليت استخارة لأنصرف لغيرها للزواج ولكن قلبي مال لها!! وقد دعوت الله أن يرزقني هذه الفتاة زوجة لي، وقد رأيت في المنام أن أبي موافق، ومرة أخرى رأيت أنني مقبل على الزواج بها، ولكن أخي مستغرب كيف أتزوج من فتاة من طائفة مبتدعة، ومرة أخرى حلمت أنني أكلمها فهل هذا يدل على أنها زوجة لي، وهل رفض أبي هو دليل على صلاة الاستخارة وأن زواجي بها شر لي، وهل من الممكن أن يوافق أبي بسبب الصلاة؟ بارك الله فيكم ووفقكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمنامات والأحلام لا اعتبار لها، لكن قد يستأنس بها، وخلاصة القول أنه لا حرج في الزواج من تلك الفتاة إن كانت ذات خلق ودين ولا يضيرها اعتقاد والدها، ما دامت هي لا تعتقد ما يعتقده، ولكن إذا كان والدك يعارض زواجك منها فعليك أن تحاول إقناعه بها فإن اقتنع فالحمد لله وإلا وجبت عليك طاعته وصرف النظر عنها، إلا إذا خشيت الوقوع معها في المعصية فحينئذ قدم رغبتك فيها على رغبة والدك عنها، واعلم أنه إذا كنت استخرت الله تعالى بصدقٍ وإخلاصٍ فما يكون من ذلك -أي من زواجك بها أو عدمه- فهو الذي فيه خيرك وصلاح أمرك.

فمن استخار الله عز وجل اختار له ما فيه خيره وصرفه عما فيه شره، فالعبرة في الاستخارة بما يكون، وأما انشراح الصدر وتيسير الأمر عقب الاستخارة أو عكس ذلك فهو مما يستأنس به في الإقدام أو الإحجام فحسب. وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٧٦٧٦١، ٢٣٠٨٤، ١٧٧٦٣، ٤٢٩٩٠، ١٨٥٥٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ جمادي الثانية ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>