للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ختم القرآن عند الوفاة من البدع المحدثة]

[السُّؤَالُ]

ـ[نحن مجموعة من الشباب نسأل الله أن يحشرنا مع سيدنا محمد وصحبه أجمعين، إننا نسكن قرية لا يتجاوز عدد سكانها عشرة آلاف ساكن، نقوم بقراءة القرآن أو بالأحرى ختم القرآن في الجنائز وكل من يريد ختم القرآن في منزله الجديد، أو مشروع جديد يريد أن يبارك فيه الله سبحانه وتعالى كما أني أنا شخصيا أفكر في أخذ أصدقائي لنقرأ القرآن في أرضنا الفلاحية ليبارك لنا فيها الله وطريقة قراءة القرآن هي كالتالي وهو أن نجتمع أكثر من ١٥ شخصا ونأخذ معنا كتاب الله متكون من ٣٠ جزء كل جزء حزبين ويقوم كل واحد بقراءة جزء أو أكثر حتي تقرأ جميع الأجزاءفي أقل من ساعة ثم نختم جلستنا بدعاء ...

علما بأننا لا نأخذ مالاً مقابل قراءتنا حتى أننا لا نقبل أن يقدم لنا كل من نقرأ عنده الطعام فنحن نريد أجرا أكثر من الله لا نريد مالاً ولا نريد طعاماً

إلا أن بعض الناس قالوا بأن ما نقوم به هي بدعة وغير جائز في الدين

شيوخنا الكرام نرجو من الله أن تدلونا فهل ما نقوم به جائز؟ وهل هي بدعة حسنة أم سيئة؟ وما هي الدلائل على ذلك وإذا كان جائزأو غير جائز وكيف نقنع هؤلاء؟

قراءة القرآن في أرض فلاحية لأول مرة سنقوم بها فما رأيكم؟ علما بأني أريد أن يبارك الله في أرضنا بعد المنتوج الضعيف الذي جنيناه في العام الماضي.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد وأن نكون جميعاً متبعين لهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ثم اعلم أن الاجتماع لختم القرآن في المناسبات الثلاث: عند وفاة شخص، أو بناء منزل جديد، أو بداية مشروع زراعي أو غيره، يعتبر بدعة محدثة لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الأئمة من أهل القرون المزكاة، وبالتالي فلا ينبغي الإقدام عليها، بل ينبغي إشاعة كونها بدعة محدثة وأنها منكر وعلى المسلمين السعي في تغييره بكل وسيلة ممكنة، فكل عمل مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم مردود على صاحبه قال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (الحشر: من الآية٧) ، وقال صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. رواه مسلم وغيره.

وعليه؛ فإن الاجتماع لختم القرآن في المناسبات المذكورة من البدع المستحدثة التي لم يرد دليل على كونها بدعة حسنة، فينبغي لك أيها السائل نصح إخوانك هؤلاء بالكف عما يمارسونه من البدع حاثاً إياهم على كون كل خير وبركة في اتباع هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وما كان مخالفاً لشرع الله تعالى فهو خال من الخير والبركة.

ومن أسباب كثرة الرزق والبركة فيه تقوى الله تعالى، فقد قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*َيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (الطلاق: ٢-٣) ، وراجع الأجوبة التالية: ١٦٥٠٠ / ٢٧٩٣٣ / ٧٦٧٣ / ٢٥٠٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>