للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قاطعها أهلها لكونها طلبت الطلاق متضررة من زوجها]

[السُّؤَالُ]

ـ[لقد طلبت الطلاق من زوجي وذلك لعدم مراعاته لي ولبيته ولنفسه، بعد ما فاض بى الصبر معه ٩ سنوات ولم ينصلح حاله، وتم الانفصال بالفعل، ولكن أهلي لا يريدونني، وأمي غاضبة منى ولا تريد الصفح عني وإخوتي يريدون أن يقهروني، ومنعوني من دخول بيت أبى والاستقرار فيه، وأنا أعمل مدرسة وفى استطاعتي أن أصرف على نفسي ولكن ليس لدي مسكن، ويخيرونني بين أن تغلق علي حجرة داخل البيت حتى الموت، وبين أن لا أعرفهم مرة أخرى. ويعلم الله يا سيدي أنني أتقي الله في كل شيء ولا يفوتني فرض، وطيلة حياتي وأنا مطيعة لهم ولكن الأمر تفاقم معهم ولا أعلم ماذا يدبرون لي؟ وأخاف العودة ولكني لا أعرف أين أذهب، والأقارب فعلوا المستحيل معهم دون فائدة فأين أذهب ولمن ألجأ، وما حكمكم في غضب أمي علي؟ أرجو الرد سريعا فأنا في وضع حرج؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن حق المرأة أن تطلب الطلاق من زوجها لأجل الضرر، وإن فعلت فإنها لم ترتكب بذلك جرما، وعليه فلا وجه لأن تغضب عليك أمك لأجل ذلك، ولن يضرك ذلك بإذن الله، ولكن ينبغي أن تسعي في سبيل إرضائها قدر الإمكان، وعليك بالحرص على برها والإحسان إليها وإن غضبت منك أو أساءت إليك، وراجعي الفتوى رقم: ٨١٧٣.

ولا يجوز لإخوتك قهرك أو محاولة منعك من الدخول إلى بيت أبيك والاستقرار فيه، ونوصيك بالاستعانة ببعض العقلاء والفضلاء ليعينوك في حل هذه المشكلة مع أهلك، فإن تعذر الحل وأمكنك أن تجدي بيتا تستأجرينه للسكن فيه فافعلي، والواجب أن تختاري المكان الذي تأمنين فيه على نفسك، وإن وجدت من يمكنها أن تسكن معك فيه من قريبة أو صديقة صالحة فذلك أفضل من أن تكوني فيه وحيدة.

وانظري الفتوى رقم: ٣٥١٤٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>