للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[طلب الخلع من حقوقك في هذه الحالة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجو من سيادتكم السماح لي بسرد مشكلتي الطويلة والعويصة أنا امرأة متعلمة وعاملة (طبيبة أسنان) تزوجت من فترة من رجل ليس بالمثقف لكنني أحببته ولم يكن فارق الثقافة يعني لي مشكلا في البداية. زوجي رجل خشن لا يعاملني معاملة حسنة رغم كل المحاولات التي قمت بها لفهم المشكل الموجود بيننا لم أستطع توضيح الأمر منذ بداية زواجنا لم أحس بسعادته بي لكنني تفهمت الأمر بتخوفه من عدم استطاعته بالقيام بالمسؤولية الزوجية وتحملت الأمر زوجي لا ينفق علي بل الأب (حماي) من ينفق على كل أهل البيت اتفقت معه منذ البداية على العمل وإنني لا أقبل منه أبدا أن أحرم من ممارسة عملي كطبيبة أسنان مهما حدث وإنني أستطيع التوفيق بين أشغال البيت وعملي أصلا دوامي نصف اليوم فقط. مع هذا وبعد اشتداد المشاكل المختلقة من طرف زوجي حرمني منه ومن أجل أن أحصل على الرضى قررت بطلبه طبعا إعطاءه ثلثي الراتب لكنه لم يكتف ويريدني أن أنفق ما تبقى على حاجياتي ويقول إنه لا ينفق على امرأة أعطاها كذا وكذا من المال (يعني المهر) . ضربني لأني منعته من أخذ المال الذي ادخرته من راتبي. يذلني لأتفه الأسباب ويريدني أن أدفع مستحقات الكهرباء والغاز الذي أستعمله في هذا البيت.... ومعاملته كثيرا ما تكون جاحدة للجميل أعني أني في البيت أعيش مع أهله وأقوم بطلبات الجميع من الغسل والمسح وطهو وأتحمل تدخلات حماتي في كل شؤوني الصغيرة والكبيرة ومع ذلك الكثير لا تكفي صفحات أن أحكي كل المآسي. المهم طلبت الطلاق بعدما عشت في جو من المشاحنة. زوج يعاملني في فراشه كعاهرة لا يمتعني، وحماة تظن أن ابنها انتقى لها خادمة لكن زوجي لم يرد أن يطلقني بل حسب قوله فأنا لست امرأة ولست طبيبة ولست متخلقة رغم مواظبتي على الصلاة في وقتها حتى صلاة الفجر ووضعي بعد زواجي للحجاب. بعد مدة من عيشي بهذه الطريقة بدأت الحياة تزداد سوءا بوضعه لي شروطا للخروج والدخول وبعدها شروطا للسماح لي بمواصلة العمل أصبحت تحت وطأة التجسس وكل ما أقول شيء يأمرني أن أصمت وإلا يوقفني عن مزاولة عملي. اخيرا قال إنه سوف يطلقني إن خرجت ففعلت وطلقني لكنه بعد أن ذهبت إلى بيت أهلي بعث لي بطلب العودة فرفعت دعوة خلع عند القاضي مشكلتي هي: هل في طلبي للطلاق إثم في هذه الحالة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

إذا كان الأمر كما وصفت من امتناع الزوج من النفقة عليك، وعدم تحصيل مسكن مستقل بك فلك طلب الطلاق منه، لاسيما إذا بلغ الحال بك إلى درجة تتضررين فيها من البقاء، وليس عليك تحمل ظلمه لك؛ فإن الله لا يكلف نفسا الا وسعها، قال عز وجل: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَاّ يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ {البقرة: ٢٢٩} ولا إثم عليك في طلب الطلاق في هذه الحالة.

جاء في المغني لابن قدامة: والمرأة إذا كانت مبغضة للرجل، وتكره أن تمنعه ما تكون عاصية بمنعه فلا بأس أن تفتدي نفسها منه. وجملة الأمر أن المرأة إذا كرهت زوجها لخُلقه أو خَلقه أو دينه أو كبره أو ضعفه أو نحو ذلك، وخشيت أن لا تؤدي حق الله تعالى في طاعته جاز لها أن تخالعه بعوض تفتدي به نفسها منه. اهـ

علما بأنه لا يحق لزوجك شيء من مالك إلا بطيب نفس منك، كما أنه لا يجوز له الإخلال بما اشترطت عليه من عملك كطبيبة من غير سبب معتبر شرعا.

ولمزيد للفائدة راجعي الفتوى: ٨٠٤٤٤

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ ربيع الأول ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>