للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إقامة علاقة مع المعقود عليها يدخل في تخبيب المرأة على زوجها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أقسم بالله يا إخواني في الله أنني في حيرة من أمري ـ لاجئ إلى الله، ثم إليكم ـ

ما أدري هل مسموح لي أن أكتب بالعامية أم لا؟.

إخواني: أنا أحببت بنتا وارتحت لها جدا وكلمت أمي عنهاـ والله يعلم ما في القلوب ـ أن نيتي صافية، ونيتي أن تكون شريكة حياتي.

ووافقت أمي على هذاالشيء وكلمت البنت وكل شيء، على أنني عندما أشتغل أخطبها، وكنت سأشتغل قريبا جدا، ودارت الأيام وخطبها ولد خالة أبيها، وأجبرت عليه تحت الضغط، لأنه جاءها من طرف أهلها.

ويوم ـ الملكة ـ دخل عليها عمها وقعد معها هو وأخوها وسألها: قال لها أنت موافقة بدون أي ضغط وأي تأثير وكانت تصيح وأخوها عندها من الخوف قالت نعم وهي ما تبغيه.

وإلى الآن لم تكلمه أكثر من أسبوع من بعد الملكة وإلى هذا اليوم وهي ما تبغيه، وإلى الآن أنا على علاقة معها على أساس أنها تنفصل عنه وأنا أجيء وأخطبها، لأنها لاتريده وأجبرت عليه تحت تأثير ضغط أهلها قالت نعم وهي خائفة من أمها وأبيها.

والآن ـ والحمد لله ـ أنا أشتغل وراتبي جيد وأموري طيبة وكل يوم أدعو في صلاتي أن تكون من نصيبي ووالدتي تدعو لي في صلاتها أن تكون من نصيبي، وما أظن أن فيه أما لا تحب بنتا كفؤا لولدها ولولا الخوف من الله عز وجل كنت انتحرت، فقط إيماني بالله قوي.

وأؤمن بالله وأدعوه وأملي كبير فيه جدا، متفائل خيرا بالله أنها ستكون من نصيبي، أتمنى الحل يا إخوان، وهل الذي أفعله خطأ أو صحيح؟ أحس قريبا أنني سأصير مجنونا، أتمنى أن لا تحطموني لأن نفسيتي تعبت جدا على هذه القصة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقره الشرع، ولا ترضاه أخلاق الإسلام، وإنما المشروع في الإسلام أن الرجل إذا أراد خطبة امرأة تقدم لخطبتها عند وليها الشرعي، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها.

فالواجب عليك أن تتقي الله وتقطع علاقتك بتلك الفتاة، ولا سيما وقد عُقِدَ نكاحُها وأصبحت زوجة، وربما كانت راضية بزواجها فتفسد عليها الزواج بعلاقتك بها، وتدخل في من يسعى للتفريق بين الزوجين وهو أمر خطير وإثم مبين، فإفساد المرأة على زوجها من الكبائر، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبّب امرأة على زوجها. رواه أبو داود وصححه الألباني.

واعلم أنّ المبالغة في التعلقّ القلبي ّ بين الرجل والمرأة أمر مذموم قد يؤدي إلى مفاسد وأمراض قلبية كمرض العشق، وراجع الفتوى رقم: ٩٣٦٠.

فلا يليق بمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحمله تعلقّه بفتاة على تعدي حدود الله، وأن يصل به الحال حتى يفكّر في الانتحار الذي هو من أكبر الكبائر، ومما لا يقدم عليه مؤمن، فالمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبداً.

فعليك أن تتوب إلى الله وتحرص على تقوية صلتك به بمصاحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، وسماع المواعظ النافعة، وكثرة الذكر والدعاء، وننصحك بالبحث عن فتاة ذات دين وتعجيل الزواج بها، واعلم أنّ في الصبر ومخالفة الهوى الخير العظيم والعاقبة الحسنة، كما أن في اتباع الهوى ومخالفة الشرع الخسران المبين.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>