للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[دخول النساء كليات الطب]

[السُّؤَالُ]

ـ[جزاكم الله خيرا على الرد

ولكن بعد إذنكم عندي استفسار حول دخول النساء كليات الطب ورؤية العورات للرجال بما أنه من الفروض الكفاية فالرجال تتعلمه وليس للنساء حاجة لذلك، وأنتم بذلك تبيحون رؤية النساء للعورات إذا لم يوجد الحدود التي ذكرتموها وأيضا غير ذلك الاختلاط في هذه الكلية

إذا سمحت أريد ردا جازما لهذا الأمر حيث إني متحيرة جدا جدا وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حاجة النساء إلى طبيبات متخصصات وخاصة في أمراضهن الخاصة أمر لا يخفى.

فإذا استطاع المجتمع أن يوفر لهن الكفاية من الطبيبات حتى لا يحتجن إلى الكشف من طبيب فلا شك أن ذلك مطلوب شرعا ومرغوب طبعا.

وهذا ما جعلنا نقول: إن دراسة الطب للنساء ضرورية ويجب على المسلمين أن يوفروا جامعات للنساء مضبوطة بالضوابط الشرعية يدرسن فيها، وإذا وجدت هذه الجامعات فيتعين الاقتصار عليها ولا يجوز للنساء دخول غيرها.

وإذا لم توجد فإن الضرورة في بعض الأحيان تستدعي أن تدرس المسلمة في كلية لا تلتزم بأحكام الشرع، ولكن على الدارسة أن تلتزم بما تستطيع الالتزام به من ذلك.

والقاعدة في هذا أن الضرورات تبيح المحظورات وتقدر بقدرها، فقد قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: ١١٩}

وقد قال أهل العلم إن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، وترجيح خير الخيرين بتفويت أدناهما، ودفع شر الشرين باحتمال أدناهما.

وقد أجبنا على مثل هذا السؤال في الفتاوى: ٩٨٥٥، ٥٧٤٨٨، ٥٦٤٧٦، ١٤٩٨٢ فنرجو أن تطلعي عليها وعلى ما أحيل عليه فيها للمزيد من الفائدة والتفصيل.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>