للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أثر الصلاة والصوم والزكاة في طمأنينة النفس وراحتها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد توضيحا للعبادات من صلاة وصيام وزكاة، وما لذلك من أثر كبير في علاج حالات التوتر والقلق والاكتئاب وغير ذلك في بضعة أسطر ـ من فضلك.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العبد الموحد لله تعالى المنقادَ لشرعه الواقفَ عند حدوده هو أسعد الناس وأكثرهم طمأنينة وسكينة، لأنه يعلم: من ربه؟ وما الغاية التي خلق من أجلها؟ وما حكمة الابتلاء؟ وما مصيره بعد الموت؟ وماذا له لو كان من المحسنين؟ وماذا عليه لو لم يكن كذلك؟ ولذلك قال إبراهيم بن أدهم: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه ـ يعني من السعادة وطمأنينة القلب ـ لجالدونا عليه بالسيوف.

وانظر أثر الإيمان في حياة المسلم في الفتاوى التالية أرقامها: ٣٨٨١٤، ١١٥٣٩٣، ٢٩١٧٢.

وأما أثر الصلاة خاصة في حصول السكينة وطمأنينة القلب وراحته، فانظره في الفتويين رقم: ٢٨٧٥٩، ورقم: ١١٧٩٩٧.

وأما أثر أداء الزكاة في طمأنينة القلب وسكينته فظاهر، لأن الشخص إذا كان مدينًا لعبد مثلِهِ، فإنه لا يستطيع أن ينام من الهم، ولا يستريح باله إلا إذا قضى ما عليه من ديون، فإذا كان الأمر كذلك وكان دين الله أحق بالقضاء، فإن الذي يؤدي الزكاة طيبة بها نفسه يكون في راحة لا يعلمها إلا الله ولا يجد الهم إلى قلبه طريقًا خاصة إذا كان ممن يتحرى الطيب من ماله ويتحرى المستحقين من المؤمنين ليتيقن من وصول الزكاة لمستحقيها.

هذا، وإن الصيام مما اختص الله تعالى به نفسه، قال سبحانه وتعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به. رواه البخاري ومسلم.

فلا شك ـ إذًا ـ أن تطمئن نفس المؤمن ويذهب عنها الضيق والوساوس إذا كان العبد ممن صام لله تعالى، لما تجلبه طاعة المحبوب من الفرح والسكينة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>