للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الأدب مع الله واجب متحتم على المسلم]

[السُّؤَالُ]

ـ[هذا ليس سؤالا ولكنه أمر مهم جدا جدا وخطير

أن أرسلت سؤالا أتسخط فيه من حالتي وأتذمر فيه من الله وفيه ألفاظ لا تليق بالجلالة عموما هو سؤال قليل الأدب مع الله.

اعلموا يا إخواني أني لست دائما هكذا ولست راضيا عما فعلت ولو عاودت الكرة ما فعلتها ولكني كنت أمر بظروف صعبة جدا فوق طاقة الاحتمال ولا زلت وكثيرا ما أكتب إليكم لأنها طريقتي الوحيدة للتنفيس فأنا أبحث بيأس عن أي أمل كما يقول المثل الغريق يتعلق بقشة فأنا فعلا غريق وأملي كبير أن يكون الله متفهما

أنا لا أرتاح وأنا أعلم أن ثمة أثرا لما فعلته لذا أطلب منكم أن تمحو هذا السؤال من موقعكم كأنه لم يكن فهذا مهم جدا لي ولن أرتاح قبل ذلك

يا ترى هل تفعلون؟

إن لم تفعلوا لا أملك إلا الشكوى لله ولا حول ولا قوة إلا بالله

وهذا رقم الفتوى ٧٣٨١٥

وهذا هو السؤال:

هذا الرب الذي تتكلمون عنه كلكم لا أعرفه ولم أر منه شيئاً غير الاحتقار والإهمال، أعيش حياة الكلاب منذ ٣١ سنة، رماني وسط حمقى جاهلين عفنين وأعطاني حياة كلها ألم ودموع واعتداءات حطمني مدى الحياة ولم يعطني لا حياة عائلية طبيعية ولا شخصاً يشفق علي ويساعدني ويعلمني ولا صحة أعول عليها ولا مالاً أستعين به، كنت أظن كالأحمق أن الصبر إذا انتهى ولم يعد أحد يحتمل يأتي الفرج فإذا بي لا أجد إلا الألم رداً على دعائي، كلما ذكرته أو حاولت قراءة القرآن أو الصلاة يشتد بي الألم فأتوقف عندي منذ أكثر من ٢٥ سنة مرض أليم لا أعرف حتى الآن ما هو أهذا هو الإسلام أهذا هو ربكم، لم أكن يوماً لا منافقاً ولا فاجراً ولا زانياً ولا سارقاً ولا كذاباً ولا شريراً، أكره الظلم والفجور وأهله، أما اليوم صرت أقرف من ذكر كلمة الإسلام، منذ سنوات وأنا أحاول تفادي الوقوع في هذا الكلام حتى نفد صبري ولم يساعدني، يراني أقترب شيئاً فشيئاً من الكفر ولا يساعدني حتى وقعت فيه ولم أر منه غير الإهمال، ماذا فعلت أنا لأحد، لم أفعل الكبائر، وكل ما فعلت أنا فيه معذور، نفد صبري وعشت عيشة الكلاب ولم يساعدني أحد في شيء وإنما الكثير دائماً موجودون ليقرفوني في عيشتي أهذا هو ربكم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت تقر بأن في السؤال الذي أرسلته ألفاظا لا تليق بجلال الله وعظمته، وأنه سؤال قليل الأدب مع الله ...

وقلت إنك لست دائما هكذا، ولست راضيا عما فعلت، وأنك لو عاودت الكرة ما فعلتها ...

نقول لك: إذا كنت قد أقررت بجميع هذا فاعلم أن قولك: أملي كبير أن يكون الله متفهما ... هو قول غير أديب مع الله أيضا، ولا يليق.

وأما طلبك منا أن نمحو هذا السؤال من موقعنا فجوابه أن السؤال إذا طرحه صاحبه لم يعد ملكا له، وإنما الحق فيه لجميع من يدخلون هذا الموقع.

ومع هذا، فإننا نحترم رأيك فيه ونستأذنك في أن نتركه فترة من الزمن بحيث يطلع عليه أكبر قدر ممن هم في مثل حالك فيأخذون منه ما يدفع ما ذكروا من شبهات وإذا كنت تصر على حذفه فإننا سنلبي لك هذا الطلب ونسأل الله أن يهدي قلبك ويصرف عنك السوء إنه على كل شيء قدير.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>