للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم العمل عند جهة معينة بدون إخبارها أنه لا يملك إقامة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مواطن مغربي مقيم باسبانيا بصورة غير شرعية أعمل في معمل للخمر في مجال البناء لعدم وجود أوراق الإقامة لم أجد مكانا آخر وإنهم لا يعلمون بأني مهاجر غير شرعي. ـ١ هل أنا أخدعهم؟ وأنا الذي أعمل عنده منعني من صلاة العصر إنهم إذا علموا بأني أصلي في المعمل سيطردونني من العمل،أما الذي أعمل عنده أسباني؟

جزاكم الله خيرا أجيبوني في أقرب وقت.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك العمل أصلا في هذا المعمل لما في ذلك من الإعانة على شرب الخمر، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: ٢} وروى الإمام أحمد وأبو داوود وابن ماجه واللفظ له عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعنت الخمر على عشرة أوجه: بعينها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها وشاربها وساقيها.

وإذا انضم إلى ذلك ما ذكرت من منع صاحب العمل إياك من أداء صلاة العصر في وقتها تأكد عدم جواز عملك في هذا المكان ووجوب تركك إياه والبحث عن عمل آخر حلال، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: ٢ ـ ٣}

وأما العمل عند جهة معينة من غير إخبارها بأنه لا يملك ترخيصا بالإقامة فلا حرج فيه إن شاء الله ما لم يخش أن يترتب على ذلك ضرر.

وننبهك إلى أن الله تعالى قد يسر لعباده من سبل الرزق وأماكنه ما لا يحصى، وفي بلاد المسلمين من ذلك الكثير فلا تحجر على نفسك واسعا ولا تذلها ولا تضيع دينك الذي هو رأس مالك في طلب رزق قد كتب الله لك فيه حظك ونصيبك قبل أن تخرج إلى هذه الدنيا ولن ينالك منه إلا ما كتب لك في الأزل. ولا يخفى عليك خطر الإقامة في بلاد الكفر فتنبه. وراجع الفتوى رقم: ٢٠٠٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ذو الحجة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>