للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[طريقة التخلص من إثم جريمة الزنا]

[السُّؤَالُ]

ـ[جزاكم الله خيراعلى الاجابة على هذا السؤال \" شاب وشابة وقعوا في عمل الفاحشة والعياذ بالله وهاهنا في ما بعد البنت حامل في شهرها الرابع مع العلم أن عمرهما ١٩ و٢١ سنة لصديقها. يا شيخ الشيطان لعنه الله أوقع أبناءنا في الحرام، فما هي الكيفية إن أرادا التوبة والرجوع لله ورسوله , مع العلم وأن البنت مولودة من غير زواج بين الأبوين وأن الأم مسيحية والأب مسلم, فكيف يكون هذا الأمر يا فضيلة الشيخ، أتمنى أن أكون أوضحت لكم بقدر الممكن هذه القضية الأليمة.

وجزاكم الله كل الخير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن الزنا كبيرة من أشد الكبائر وأقبحها، ويدل لذلك أن الله تعالى قرنه مع الشرك وقتل النفس بغير حق، حيث يقول سبحانه: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلَّا مَنْ تَابَ.. {الفرقان: ٦٨ـ ٧٠} .

وعلى هذا فالواجب على هذين الشابين التوبة والاستغفار، وليكثرا من الأعمال الصالحة فإن الله تعالى بمنه وكرمه وفضله وعد من تاب بقبول التوبة، فقال سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى {طه:٨٢} . وفي الحديث الصحيح عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وصححه الألباني.

أما بخصوص الحمل فلا يجوز إسقاطه لأنه تعد على نفس وإزهاق لها من غير موجب شرعي يبح ذلك بوجه من الوجوه. فإن برز هذا الجنين حيا فإنه ينسب إلى أمه، وراجع حكم ذلك وحكم الزواج بها أثناء الحمل الفتوى رقم: ٦٠٤٥، والفتوى رقم: ٢٢١٩٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>