للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الكذب على الأب تخلصا من سبابه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب أكمل الماجستير وتقدمت للامتحانات midterm وكانت إحدى العلامات متدنية وعندما سألني أبي عنها لم أقل له العلامة الصحيحة بل رفعتها فقد كانت ١٩ ورفعتها الى ٢٣ وذلك لأن أبي عصبي جدا يبدأ بالشتم والكلام بكثرة، وبأني مقصر ومن هذا القبيل فهل التلاعب بالعلامة جائز؟، علما أني لم أتلاعب بها إلا خوفا من أبي وعصبيته؟ فهل تغيير العلامة جائز أم لا؟ أفيدوني أرجوكم]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتغيير العلامة إذا كان يترتب عليه حصول الطالب على وظيفة أو منصب ليس من حقه فإنه يعتبر من الغش الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: من غش فليس مني رواه مسلم، كما أن إخبار الأب بعلامة الامتحان على غير ما هي عليه يعتبر من الكذب، والكذب حرام بالكتاب والسنة والإجماع، ولكن العلماء أباحوه إذا كان يراد منه غرض محمود لا يتوصل إليه إلا به. قال في دقائق أولي النهى: ويباح الكذب لإصلاح بين الناس ومحارب ولزوجة فقط، قال ابن الجوزي: وكل مقصود محمود لا يتوصل إليه إلا به، فهذا يفيد بأن الكذب يباح إذا كان لجلب مصلحة أو دفع مفسدة ولكن الأفضل للمرء أن يستعمل التورية إذا كان يريد إخفاء الحقيقة، فقد ترجم البخاري في صحيحه قال: باب المعاريض مندوحة عن الكذب، وعليه فلا مانع من إخبار الوالد بالعلامة على غير ما هي عليه إن كان ذلك هو السبيل الوحيد للنجاة من شتائمه، ولم يكن يترتب عليه الحصول على ما ليس من حقك. وكان أولى بك أن توري في إخبارك له إن كان ذلك ممكنا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ربيع الثاني ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>