للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[النصح والإصلاح أولى من ترك ذات الدين والخلق]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب غيور على دين الله، خطبت فتاة مسلمة متدينة وحريصة على صلاتها وحجابها، وبعد فترة

من الزمن تبين لي أنها تكذب علي أحياناً في بعض الأمور التافهة، كما عرفت بأنها تحب المظاهر ومعجبة بنفسها، ولكن عرفت هذه الأمور بعد أن تعلقنا ببعض كثيرا، وأخاف أن أتركها وأتسبب بجرحها خصوصاً أن قطار الزواج قد يفوتها إذا تخليت عنها، وقد أكون سببا في ذلك. فهل أستمر معها وبنية صادقة عسى أن يوفقني الله بأن أصلح أمرها بعد أن تصبح ببيتي وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة والمعاملة الجيدة؟

علما أنني شخص معروف بكلامه العذب، وأسلوبه الجميل في معاملة الآخرين والكل يحبونني.

فأرشدوني جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الكذب محرّم وأنّه من أرذل الأخلاق، كما أنّ الإعجاب بالنفس خلق مذموم. لكن إذا كانت تلك الفتاة يغلب عليها التمّسك بدينها وتتّصف في الجملة بصفات حسنة، فلا ينبغي أن يكون وقوعها في بعض الأخطاء سبباً لترك الزواج منها، ولكن ينبغي أن تنصح لاجتناب مساوئ الأخلاق والتحلّي بمكارمها.

مع التنبيه على أن الخاطب حكمه حكم الأجنبي عن الفتاة التي خطبها ما دام لم يعقد عليها، وإنّما يجوز له الحديث معها عند الحاجة مع مراعاة الضوابط الشرعية من الالتزام بالحجاب، وتجنب الخلوة، والخضوع بالقول. وانظر الفتوى رقم: ٨١٥٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>