للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خروج المرأة إلى العمل متبرجة لعدم إنفاق أبيها عليها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا متمسكة بديني وأرغب بشدة في لبس الحجاب إلى درجة أن حالتي النفسية سيئة جدا لأنني لا أرتديه بسبب موانع عديدة، أولها أخشى أن أفقد عملي حيث إني مررت بفترة بطالة صعبة، إذ لا أحد ينفق علي وأفتقد كثيرا من الضروريات، ثانيا أخشى الضغوط التي قد أتعرض لها خاصة من قبل والدي فهو يحبنا لكنه قاس وصعب المراس، وهو قد يتبرأ مني إن أنا فقدت عملي، أنا في حيرة من أمري لا أحد يشجعني على ذلك وأخاف عذاب الله، أرجوكم انصحوني وادعو لي فأنا بحاجة إلى الشجاعة في هذا الأمر. أرجو أن تردوا علي بسرعة؟

وجزاكم الله عني كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه: أما بعد:

فنحمد لك حرصك على التمسك بدينك والالتزام بالحجاب، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك السبيل في تحصيل ما تبتغين من خير الدنيا والآخرة، واعلمي أن الأصل قرار المرأة في بيتها فلا تخرج منه إلا لضرورة أو حاجة معتبرة شرعا، وفي ذلك الخير لها في دينها ودنياها، هذا أولا.

وثانيا: إن الحجاب فريضة شرعية على المرأة المسلمة الالتزام بها. وراجعي في ذلك الفتويين: ٢٠٩٠١، ٢١٥٢٤.

ثالثا: إن نفقة البنت التي لا مال لها وليست بذات زوج واجبة على أبيها، وعلى هذا فالواجب على والدك أن ينفق عليك حسب وسعه، لا أن يلزمك بالخروج إلى عمل يقتضي مخالفة الشرع فيه ونزع الحجاب، فإن لم يقم أبوك بالإنفاق عليك، فعليك البحث عن عمل لا يترتب عليه الوقوع في مثل هذا المحذور الشرعي كممارسة بعض الأعمال التي يمكن القيام بها في البيت كالخياطة ونحوها، فإن لم ينفق عليك أبوك ولم تتمكني من مثل هذا النوع من العمل ووصل بك الأمر إلى حد الضرورة التي يستباح بها هذا المحظور فلا حرج عليك إن شاء الله في الخروج لمثل هذا العمل. والواجب عليك أن تتقي الله ما استطعت وأن تقدري الضرورة بقدرها وفقا لما ذكرنا بالفتويين: ١١٠٧١، ١٤٦١٠، وإذا زالت الضرورة وجب الرجوع إلى الأصل. وراجعي في معرفة حد الضرورة شرعا الفتوى رقم: ٦٥٠١، والفتوى رقم: ٤٧٢٩٩.

وهنا أمر ننبهك إليه وهو الاجتهاد في البحث عن زوج صالح يعينك في أمر دينك ودنياك، ولا أقل من أن يعينك في أمر نفقتك حتى لا تضطري إلى الخروج. وراجعي الفتوى رقم: ١٨٤٣٠، وهي في جواز عرض المرأة نفسها على الأزواج، ولا تنسي الإكثار من الدعاء في جميع أمورك والاستعانة بأهل الخير والثقات عند الحاجة إلى ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>