للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم عدم الموالاة في طواف الوداع والنوم أثناءه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أكرمني الله بالحج هذا العام ولقد تعجلنا في ٣ أيام ولكن باليوم الأخير قمت ببعض الأعمال التي أشك في أنها قد تبطل حجي وكانت كالآتي:

أثناء طواف الوداع كنت متعبا جدا ومريضا فاضطررت إلى الاستراحة مرتين أثناء الطواف مرة بعد صلاة المغرب ولمدة نصف الساعة تقريبا ومرة بعد صلاة العشاء ولمدة ساعة تقريبا وغفوت خلالها قليلا وكنت كل مرة أكمل الطواف من حيث توقفت وبعد أن أنهيت الطواف انتظرنا بالباص من الساعة الثانية صباحا وحتى صلاة الفجر لقدوم باقي الحجاج ولم نتحرك بالباص إلا أثناء الصلاة ... وبعد عودتي إلى بلدي اكتشفت أنني كنت جنبا في اليوم الأخير. فهل حجي هكذا صحيح أم علي كفارة؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا ‘‘‘‘]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحجكَ صحيحٌ إن شاء الله ما دمتَ قد أحرمتَ ووقفتَ بعرفة وطفتَ للإفاضة وسعيتَ بين الصفا والمروة، ولكن النظر هو في صحةِ طوافك للوداع، فإذا حكمنا بصحته فلا شيء عليك، وإذا حكمنا ببطلانه فعليكَ دمٌ يُذبحُ في مكة ويوزع على فقراء الحرم، أما وقد ثبتَ لك أنكَ كنتَ جُنباً في آخر يوم من أيام الحج، فإذا كنت طفت للوداع على هذه الحال فطوافك باطلٌ وعليكَ دم، وأما إذا كانت هذه الجنابة قد حصلت بعد الطواف فيُنظر فيما ذكرته مما يتعلقُ بالطواف، فأما قطعك موالاة الطواف لأجل التعب لمرتين، فالظاهرُ أنه لا يُخلُ بصحة الطواف، وقد رجحنا في الفتوى رقم: ١١٦٥٠٧ أن الموالاة في الطواف واجبٌ يسقطُ بالعذر، وهذا عُذرٌ فيما يظهر.

وأما نومكَ في أثناء الطواف، فإن كان هذا النوم يسيراً غيرَ مُستغرق لا ينتقضُ بمثله الوضوء فلا أثرَ له في صحة الطواف، وأما إن كان نوماً مُستغرقاً ينقضُ الوضوء فقد بطل طوافك إلا إن كنت توضأت وبنيتَ على طوافك على ما هو الصحيح عند الشافعية، ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: ٢٩١٩٥.

وأما انتظاركم بعد طواف الوداع، فإن كان لعذرٍ كانتظار الرُفقة مع أخذ أُهبة السفر فلا أثرَ له، وإن كان لغيرِ عُذرٍ وطال لزمكم إعادة الطواف.

وبالتفصيل المتقدم يظهرُ لك أنك إن كنتَ طُفتَ على جنابة أو انتقضَ وضوؤكَ في أثناء الطواف ولم تعده، أو انتظرتَ مُدةً طويلةً بعد طواف الوداع لغير عذر فطوافك للوداع غيرُ مُعتدٍ به شرعا ويلزمك دمٌ يُذبح ويوزع على فقراء الحرم، وإلا فلا شيء عليك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٣٠ محرم ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>