للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ليس بالضرورة أن يكون نزول البلاء عقوبة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا متزوجة من خمس سنوات وزوجي يعمل محاسبا وملتزم ويخاف الله جدا في كل تصرفاتة وأنا قريبة منه جدا وأعرف عنه كل شيء فيترك كثيرا من الحلال مخافة الحرام ولكننا ابتلينا بشيء غريب وهو أن أطفالنا لا يكادون يشفون من الأمراض ودخلنا محدود ويضيع كله على الأطباء وأنا مريضة وهو مريض ويذهب بنا أنا وأطفالي للطبيب ولا يذهب هو من أجل أن المال لا يكفي لذلك وفي الفترة الأخيرة وهو يعطينا درس المساء بالمنزل قال لي إني أخاف أن يكون هذا ليس بابتلاء وأن يكون رزقي مشوبا فيريد أن يترك عمله كمحاسب بشركة مقاولات ويعمل أجيرا في الأراضي الزراعية باليومية لأنه يرى أنها من أنقى الأموال بحيث سيكون متأكدا بنسبة مئة في المئة من رزقه وأنا أخشى عليه لأن صحتة وقوته لا تساعدة على ذلك فهل يمكن أن تكون كل هذه المواقف ليست بابتلاء وهي عقاب أم ماذا أرجو الرد عليَّ بصورة واضحة وعدم إرسالي لفتوى سابقة؟

وجزاكم الله عني وعن زوجي وعن أبنائنا خير الجزاء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج كربكم، ويشفيكم مما أصابكم؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، هذا ولتعلمي أختي الكريمة أنه على قدر إيمان العبد يكون بلاؤه، وفي الحديث: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتد به بلاؤه. رواه أحمد، وفي الحديث أيضا: إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم. رواه الترمذي.

وبهذا تعلمين أن البلاء ليس دائما عقوبة على ذنب يقترفه الإنسان، بل قد يكون لرفع درجاته وزيادة حسناته، أو قد يكون لتمحيص المؤمنين وتمييزهم من المنافقين، أو قد يكون بسبب تصرف الشخص نفسه تصرفا يجر عليه البلاء والمصائب.

وإذا كان عمل زوجك في شركة المقاولات لا يتضمن محاسبة فوائد ربوية ونحو ذلك من المعاملات المحرمة فلا وجه لتركه العمل بها والانصراف إلى عمل لا يليق بحاله وصحته، بل يلزم عمله ويبحث عن سبب مرضه ومرض أهله فيزيله، أو يطلب علاجا له.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>