للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم التنزيل العشوائي للملفات من الإنترنت]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هو حكم التنزيل العشوائي من الإنترنت؟ ظهرت في الفترة الأخيرة برامج التنزيل العشوائي من الإنترنت وهي عبارة عن برامج تستطيع تنزيل الملفات التي ينزلها المستخدمون الآخرون من الانترنت الفضائي بدون تحكمك بما ينزل من ملفات إلى جهازك؟

فهل حكم هذه العملية حرام شرعا وذلك على الرغم من تنزيل بعض الملفات الضرورية بالصدفة إلا أن معظم الملفات التي تنزل هي عديمة الفائدة لك فهذه الملفات تشوش المستخدم وتفقده تركيزه واتزانه بالإضافة إلى الكثير من الملفات المسيئة والصور والأفلام العارية والفاحشة.

مما تقدم نرى أن مضار هذه العملية يفوق كثيرا فوائدها فهل هي محرمة شرعا قياسا بحكم الخمر: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ *قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ.

أفيدونا أفادكم الله فالكثير يرون أنها ليست محرمة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى أمرنا باجتناب المحرم ودواعيه وأسبابه الموصلة إليه، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، كما في الحديث: كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه. رواه البخاري ومسلم.

وغالب مواد هذا التنزيل العشوائي كما يذكر من له دراية بذلك هي الصور والأفلام المحرمة حتى قيل إن ٩٠ منه يحمل كل ما يندى له جبين مسلم، وينفر منه غاية النفور، فمثل هذا لا يصلح أن يقصده المسلم، وإن كان قد يوجد فيه بعض النفع فمضرته أعظم ومفسدته أكبر، ومعلوم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وأن السلامة في الدين لا يعدلها شيء.

والمتعامل مع هذا النظام كحاطب ليل يقصد الحطب فتخرج له حية تنهشه أو عقرب تلدغه. وإن لدغة العقرب ونهشة الحية أخف من فساد القلوب والأخلاق.

وكما قال الإمام أحمد: كم نظرة قد ألقت في قلب صاحبها البلابل.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>