للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لاحرج في الخصم من أجرة العامل بقدر تقصيره]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد الاستفسار حول موضوع أجر العامل الذي يطلب منه عمل معين مقابل أجر معين فيقوم بأخطاء في عمله هل يستحق أجرا مع الخطأ أو الغش الذي قام به علماً بأنه قد قام بالأخطاء في بعض الأماكن ولكن أخطاء كبيرة وهو يقول بأنه فعل ما طلب منه ولكنه لم يفعل، السؤال الثاني والمهم: أنا الآن أقوم ببناء بيت ولقد تعاقدت مع أفارقة لتلييس الجدران من الداخل والخارج التلييس أي (التملعيق) ولقد اشترط عليهم وضع شباك ما بين الجدار والخرسانة لكي لا يفصل ويكون تشققات ولقد أكدت على هذا عدة مرات وعند استكمال التلييس من الداخل قمنا بقياس المسافات المنفذة من قبلهم وكان المبلغ حوالي ٦٩٠ دينارا، فقمت بإعطائهم ٥٩٠ لكي يستكملوا باقي الشغل، وفعلا قاموا بذلك وعند المضي في الشغل من الخارج طلبا مني مبلغاً حوالي ١٤٠ دينارا لكي تبعث مع أحد أصدقائهم إلى أهلهم فأعطيتهم وعندما سألتهم عن أحد أماكن البيت هل وضعتم الشباك هنا قالا لم نضعه إلا في مكان واحد، فسألت لماذا باقي الأماكن قالوا لا توجد خرسانة هناك فقمت بتكسير المكان للتأكد فوجدت أنه توجد خرسانة ولم يتم وضع الشباك فقلت لهم إنكم لن تستكملوا هذا الشغل لأني لا أثق بكم وأمرتهم بجلب مجموعة جديدة لاستكمال الشغل وسوف أعطيكم باقي المبلغ المتبقي بعد خصم الخسائر فرفضوا معرضين عن هذه الفكرة فقلت لهم لا أريدكم أن تكملوا الشغل ولن أعطيكم باقي المبلغ حتى تكملوا الشغل المتبقي، والمبلغ المتبقي حوالي من ١٥٠ إلى ٣٠٠ دينار غير محدد لأني لم أقس المسافة بعد، فأرجو منكم الإجابة على سؤالي، لأنه انتابني إحساس أني أكلت عرق العامل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز لك أن تخصم من أجر العامل بقدر تقصيره في عمله، كما يجوز لك أن تخصم من عمال (التملعيق) بقدر تقصيرهم وتسببهم في خسارتك، وما بقي بعد الخصم فهو حق لهم، لا يجوز منعه أو تعليقة على شرط إتيانهم بعمال آخرين، بل إن شئت أن يكملوا العمل وتقوم بمراقبتهم أكملوه، وإن لم تشأ فلك أن تفسخ العقد الذي بينك وبينهم، وتأتي بغيرهم، ويرجع في تحديد قدر التقصير أو الخسارة إلى أهل الخبرة لا إلى تقديرك أنت خشية أن تظلمهم، وراجع للأهمية الفتوى رقم: ١٩٧٥٥، والفتوى رقم: ٥٤٧٦٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ شوال ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>