للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الوسوسة في الوضوء والنية والصلاة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتى أعاني من وسوسة كبيرة جدا ليس لها نهاية فلا أعرف ماذا أفعل وحاولت بعدة طرق التخلص منها ولكن دون فائدة وسؤالي هو أجلس حوالي الساعة وأنا أتوضأ وأغسل كل عضو عدة مرات بالماء والصابون وأحس بأنني لم أتوضأ أو أن خرج مني شيء أو أن وضوئي غير جائز أقف حوالي الساعة والنصف وأنا لا أستطيع أن أصلي الفرض الواحد فلا أكذب عليكم لو قلت لكم بأني من الساعة الواحدة ظهرا إلى الساعة الثانية أو الثالثة أحيانا وأنا لا أستطيع أن أصلي الظهر فعندما أقف على المصلية أحس بأني أقف على خيط وأريد أن أقع وأيضا لا أستطيع أن أقول كلمة (الله اكبر) أو أن أقيم الصلاة أحس بأن شيء يمنعني من نطقها فأنا والحمد لله أصلي منذ الصغر وأحب الصلاة كثيرا ودائما على اتصال بالله تعالى وأتلو القرآن الكريم كل ليلة ودائم الذكر لله ليس ضعف إيمان عندي ولكن عندما أقف إلى الصلاة لا أعرف ماذا يحدث لي مع أني والحمد لله بكامل عقلي وأعمل كل شيء بإتقان وبسرعة إلا الصلاة أحس بأني عاجز عن الحركة بحيث لا أستطيع أن أرفع يدي وأقول كلمة (الله اكبر) وإذا قلت الله أكبر أو أقمت الصلاة أقولها بسرعة وإذا بدأت بقراءة الفاتحة لا أقرأها مرة واحدة بل مرات عدة وأقرأ أيضا التشهد عدة مرات كل ما أقرأ الفاتحة أحس بأني قرأتها بطريقة غير صحيحة مع أني متأكد بأني أقوم بقراءتها بطريقة صحيحة ومرتلة فلا أعرف هل هذا جائز أم لا وأيضا أريد أن أسأل أحيانا لا أستطيع أن أنوي للصلاة إلا عندما يقوم بأذان الصلاة الأخرى يعني أصلي الظهر وهو يؤذن العصر وأصلي المغرب وهو يؤذن العشاء وأحيانا يفوت وقت الصلاة وأنا لم أصل فأقوم بقضائها بعد الصلاة المفروضة فلا أعرف هل هذا جائز أم لا فهل إذا لم أقم بالصلاة هل ربي سوف يحاسبني كأي إنسان تارك للصلاة أو عاصي أو مهمل للصلاة فأنا والحمد لله لست مهملا للصلاة أقوم بالوضوء عند الصلاة ولكن يفوت الوقت وأنا لم أصل لا أعرف ماذا أفعل أرجوكم قدموا لي فتوى لهذه الحالة التي عندي وأيضا هل الله سوف يتقبل مني هذه الصلاة؟

شكرا لكم على حسن تعاونكم وجزاكم الله خيرا وأرجو الرد.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه. وما ذكرته في سؤالك تنطبق عليه مواصفات الوسواس القهري الذي ذكرنا تعريفه وعلاجه في الفتوى رقم: ٣٠٨٦، وأهم علاج لمثل هذه الوساوس الذي ذكرتها هو الإعراض عنها وعدم الاسترسال فيها، فجاهد نفسك للتخلص منها، ومن ذلك عدم تكرار غسل أعضاء الوضوء ولا يطلب غسلها بالصابون، كما ينبغي لك الإعراض عن تكرار قراءة الفاتحة أو التشهد أو الانتظار الطويل لاستحضار نية الصلاة أو للنطق بتكبيرة الإحرام، كما ينبغي لك مجاهدة النفس في سبيل أداء الصلاة في وقتها ومما يعين على ذلك أداؤها مقتديا بإمام فتكون متابعة الإمام معينة لك على الإعراض عن الأشياء التي ذكرتها، ولا يجوز لك تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها بدون عذر شرعي وراجع الفتوى رقم: ٧٨٣٨، وبالنسبة لقبول صلاتك فهذا أمر غيبي لا يمكن الاطلاع عليه فاجتهد في إتقان شروطها وأركانها وما تتوقف عليه صحتها إضافة إلى السنن والفضائل مع الخشوع فيها وراجع الفتوى رقم: ٦٢٤٧٦، ولا يجوز الإقدام على ترك الصلاة لأن ذلك من كبائر الذنوب. وراجع التفصيل في الفتوى رقم: ٥١٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ذو الحجة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>