للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الزواج ممن زنت وتابت]

[السُّؤَالُ]

ـ[جزاكم الله خيراً على هذا الجهد الطيب وأعانكم الله عليه ... أبلغ من العمر ٣٤ عاما ومتزوج ورزقت بولدين -منذ أكثر من سنه أحببت زميلة لى في العمل حبا شديداً وتعاهدنا على الزواج وقبلت التعدد بالرغم من أنه للأسف مرفوض من المجتمع الذي نعيش فيه- ولكن الفكرة قُبلت برفض شديد من ناحية أهل الفتاة ومن ناحية زوجتي - ولم نقطع علاقتنا آنذاك وتعلقنا بأمل موافقتهم بمرور الوقت - ولكن للأسف بمرور الوقت تطورت علاقتنا تطورا مخزيا حتى وقعنا في الزنا عدة مرات - وتبنا إلى الله من هذا (الرجاء الدعاء لنا بقبول توبتنا) وتركت العمل والتحقت بعمل آخر، ولكني أصبت بتصلب وانسداد حاد بشرايين القلب مما يمنعني من الوفاء بواجباتي الزوجية (حتى مع زوجتي الحالية) وهذه الفتاه تقول لي إن هذه الأمور ليست مهمه بالنسبة لها وترى أن عدم القدرة على الجماع ليست سبب لعدم زواجنا (زواج ثان بالنسبة لي وهي بكر) ، السؤال هو: ما حكم زواجي من هذه الفتاه، هل هو حرام كونها زنت من قبل، (لا أحد يستطيع تحديد كون التوبة نصوحا أم لا إلا الله عز وجل، وكوني لا أستطيع القدرة على الجماع (مع الأخذ في الاعتبار معارضة أهلها وزوجتي.. هل هو مباح- علي التخيير- وترك الأمر لها إن قبلت أو رفضت) ، هل هو مستحب، من باب الستر عليها، والزواج منها كونها إنسانة مخلصة وذات خلق ودين؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

فقد أحسنتما بالتوبة من الزنا، والواجب عليك قطع العلاقة مع هذه الفتاة، والحذر من مثل هذه العلاقة مستقبلاً، وإن حسنت سيرة هذه الفتاة فيحق لك الزواج منها، ولا حق لزوجتك في المعارضة، وأما أهلها فحاول إقناعهم، فإن اقتنعوا فبها، وإلا فأعرض عن الزواج منها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحسنا فعلتما حين تبتما من هذا الذنب العظيم والذي هو الزنا، ونسأل الله أن يتقبلها منكما، ونرجو أن تكون قد تبين لك خطورة الإقدام على مثل هذه العلاقة والتساهل فيها، فالواجب الحذر مستقبلاً وقطع كل علاقة بهذه الفتاة.

وإن كانت هذه الفتاة كما ذكرت قد تابت، وعلمت منها حسن السيرة فهذا دليل على صدق توبتها فيحق لك الزواج منها، وأما الوطء فهو حق لها فإن تنازلت عنه فالأمر إليها، فقد تنظر المرأة إلى ما في الزواج من مصالح أخرى غير الوطء، ومعارضة زوجتك لا اعتبار لها، وغاية ما يمكنها طلبه أن تعدل بينهما، وأما أهل هذه الفتاة فيمكنك أن تحاول إقناعهم فإن اقتنعوا فبها وإلا فأعرض عنها، فطاعتها والديها مقدم على زواجها منك إضافة إلى كون الولي شرط في صحة النكاح.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>