للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بر الوالد وصلة الأم ولو تركت المنزل ولم تسأل عن ولدها]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي صديق والداه منفصلان منذ ٦ سنوات يعيش الآن مع والده بعد أن رفض الذهاب إلى أمه وهو لا يراها ولا يتصل بها ورفض الحديت معها بحجة أنها تركته (عمر الولد آنذاك ١٥ سنة) ولم تفكر فيه لأنها خرجت من البيت في غيابه ولم تخبره أنها ذاهبة إلى بيت والديها ومنذ ذلك اليوم لم تعد إلى البيت حتى طلقها زوجها لأنها رفضت الرجوع. ما حكم موقف الولد تجاه أمه هل هو عاق؟

ومنذ ستة أشهر الوالد لا يتكلم مع ابنه لأنه اكتشف أن الابن يدخن ويكذب عليه لأنه وعده أن لا يعيد الكرة في التدخين لكنه عاد فغضب الأب وقال لابنه لا تتكلم معي ومنذ ذلك الوقت الأب لا يكلم ابنه كما قام الأب بمنع المصروف عن ابنه لأن الابن يدخن فقام الولد بالتصرف بمال هو له لكن الأب قال له لا تتصرف في ذلك المال لكن الولد تصرف فيه فغضب الأب , عندما تكلمت مع الولد لماذا لا تحاول الحديث مع والدك قال لي إنه يقول لي لا تتكلم معي إذن لن أتكلم معه. ما حكم هذا التصرف من كلا الجانبين؟ وكلما حاولت الاصلاح فشلت فالابن يقول لي إن أبي يقول لي لا تتكلم معي فلن أتكلم معه، الأب أقول له تكلم مع ابنك قل له ما المشكلة فيقول لي ليس ابني من يعلمني كيف أقوم بتربيته أنا من يفعل ذلك وليس ابني الذي يريني كيف هي تربية الأبناء، وعليه المنزل الذين هما فيه لا يتكلمان فيه والأب تعب من تصرفات ابنه وهو يخمن في طرده أما الابن فيخمن في ترك البيت ما حكم هذه التصرفات؟

وجزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن على صديقك أن يتقي الله تعالى في تعامله مع والديه، فلا يجوز له ما فعل مع أمه ولا مع أبيه، أما أمه فإن حقها عليه عظيم لا يسقط بتركها منزل زوجها ولا بتقصيرها في السؤال عنه، وكان الواجب عليه هو أن يتصل بها وأن يزورها, وليس طفلا صغيرا فهو عند أن تركته كما في السؤال قد بلغ سن التكليف، ويجب عليه طاعة والده في المعروف, فما بالك إذا كان يأمره بترك التدخين. فترك التدخين واجب قبل أن يأمر به الوالد لأن التدخين من الأمور الضارة، وقد جاءت الشريعة بتحريم الضرر، وانظر الفتوى رقم: ١٨١٩، فإذا انضم إلى ذلك أمر الوالد بالترك كان الولد آثما من وجهين، الوجه الأول: فعل التدخين، والوجه الثاني: عدم امتثال أمر الوالد بالترك.

وننصح الجميع بالصبر وسعة الصدر والتفاهم فإن ما بينهم من التنافر والتقاطع أمر منكر لا يجوز، وننصح الأب بإبقاء ولده عنده وعدم إخراجه بسبب التدخين فإن في إخراجه تعريضا له للوقوع في ما هو أعظم من التدخين.

وعليك أخي أن تجتهد في نصحهم وتذكيرهم بالله تعالى فإن استجابوا فالحمد لله وإلا فقد فعلت الذي عليك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>