للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[موقف المرء ممن سحره أو سحر غيره]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مبتلاة بأقارب زوجي الذين يتعاملون بالسحر. على مدى عشرين سنة والدمار يلاحق العائلة. فإنهم يطلقون ويزوجون ويخرجون الرجل أو المرأة أو الفتاة عن شرفه أو شرفها. يسرقون الأزواج الأغنياء ويطلقوهن ليتزوجوا هم بهم يقتلون الجنين في بطن أمه. الخطط تمشى على أكثر من ضحية لغرض واحد في وقت واحد. يمارسون كل الفواحش مع المحافظة على قالب الأخلاق والدين والشرف ... الخ. الأحداث توافق تماما نظرتهم السوداء لكل ما حولهم وتطابق رغباتهم. أنا الضحية الوحيدة التي ماتزال تقع وينقذها الله إلى الآن. وهم يحلفون لإنهائي. أريد حلا لإيقافهم. أنا تعبت طوال هذه السنين لن يكلوا ولن يهدؤوا حتى يتمكنوا من تدميري. كيف أوقفهم. فأنا الضحية المليون. ولست بالأخيرة. فكرت بتركيب تجسس على الهاتف حتى أجمع الحقائق وطرق عملهم ثم أرسم خطة لإيقافهم. لا أنوي التشهير بهم ولا خراب بيوتهم مع أنهم يصرون لخراب بيتي ولكن أريد إيقافهم قطعا. أخبرت زوجي بهذا وهو يقول هذا حرام. ولكن أليس السكوت على من يقتل الجنين في بطن أمه ويخرج الفتاة العفيفة من شرفها والزوجة من بيتها أليس هذا جريمة أكبر. أليس علينا أولا التحقق مما يجري وجمع الحقائق أولا ثم بناء على ذلك تقرير ما يجب فعله. ثم درء الخطر ولا أطلب العقاب هنا فهذا تركته لربي. أليس إيقافهم ضرورة. أليس التأكد أولا ضرورة أيضا. هل يعقل أن ترى دمار بيتك وبيوت غيرك وتقف مكتوف الأيدي. أنا في غاية الألم والحيرة. ما هو الحل لمشكلتي؟

جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز اتهام الآخرين بعمل السحر أو ارتكاب الجرائم إلا بالإقرار منهم أو بينة تشهد بذلك، أما اتهامهم بذلك بالظن والتخمين أو دعوى الإلهام أو ما يتناقله الناس من الكلام الذي لا دليل عليه ونحو ذلك فلا يجوز. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: ١٢} وراجعي لمعرفة المزيد عن ذلك الفتوى رقم: ٢١٤٠٦، وإذا تقرر هذا فإذا كان قد ثبت أن أحدا من الناس قد قام بسحرك أو سحر غيرك أو ارتكب جريمة يستحق عليها العقاب فلك أن ترفعي أمره إلى المسؤولين ليجبروه على استخراج هذا السحر وإبطاله وليعاقبوه على ما ارتكب من جرم العقوبة البليغة التي يستحقها، لاسيما تلك الجرائم التي تتصل بالأعراض، ولتتخذي في سبيل ذلك الوسائل المتاحة المباحة التي ترينها مناسبة، ولا مانع من أن تستعيني بمن يعينك على ذلك، فإذا كنت لا تستطيعين رفع أمره إلى المسؤولين لخوفك من ضرر يلحقك فعليك بالصبر وطلب العلاج الشرعي للسحر.

وقد بينا الطرق الشرعية لعلاج السحر في الفتوى رقم: ١٨٥١٣، والفتوى رقم: ٢٠٧٩١، والفتوى رقم: ٢٠٠٨٢، والفتوى رقم: ٨٢٤٣، والفتوى رقم: ١٧٥٧٦.

وهذه الطرق نافعة بإذن الله في علاج كل أنواع السحر فنوصيك بتقوى الله والصبر على هذا البلاء والتوكل على الله وصدق اللجوء إليه وأبشري بحسن العاقبة. قال تعالى: وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {الأعراف: ١٢٨} وقال أيضا: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف: ٩٠} وراجعي الفتوى رقم: ١٢٥٧ والفتوى رقم: ١٨٨٣١، والفتوى رقم: ٦٣٤٧، علما بأن موقف زوجك موقف سلبي يجب عليه التخلي عنه لأن النهي عن المنكر واجب شرعي على كل مسلم بقدر طاقته.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ ذو القعدة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>