للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[البحث عن الخاطب بصورة واقعية لا شكلية]

[السُّؤَالُ]

ـ[فضيلة الشيخ أنا واقع بين نارين لا أدري إذا كنت أفعل الصواب أم أن كبريائي وغروري جرفني أرجو نصيحتي.

قصتي أن والدي توفي منذ ثلاثة أعوام ووالدتي أجنبية غير مسلمة (مسيحية) نحن أربعة إخوة ولدان وابنتان أنا الأخ الأكبر بعد موت والدي تقدم لخطبة أختي الصغرى (٢١ عاما) شاب في نفس عمرها وقابلته ولكن للأسف وجدته إنسانا تافها، اهتماماته محصورة في ألعاب الستيشون والكمبيوتر، لم ينه دراسته ولا يعمل على أن يصرف عليه والده ليعيله هو وزوجته لا يحترم الأكبر سنا منه ولم يحترم موعده معي وتأخر بحجة أنه كان يتسوق في السوق وأهم من هذا كله أنه أذن العشاء ولم يقم للصلاة.

أبلغت أمي وإخوتي أنني رافض ولا أقبله زوجا لأختي أئتمنه وأكون مطمئنا عليها معه فأبلغتني أمي أنهم موافقون ولا يهم رأييّ ما دام أن صاحبة الشأن موافقة ثم أبلغتني أنهم متمسكون بهذا الشاب لأن أختي تعرفت عليه عن طريق الانترنت وأحببته وتكلمه بالهاتف ويتبادلون الهدايا (والله أعلم إذا كانوا يتقابلون) لأن أمي موافقة على هذا التصرف وتشجعها لأنه حسب عاداتها ودينها هذا شيء طبيعي ومسموح، ومستندة إلى حقوق الإنسان وحقها في اختيار شريك حياتها أنا مسئوليتي أن أزوج أختي الزوج المناسب وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه فإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.

هذه أمانه سئسأل عنها يوم القيامة أمام الله وأنا لا أريد أن أزوجها لأي شخص والسلام، هذا الشخص لم يحترم حدود الله، ولم يأت البيوت من أبوابها.. والآن الموضوع تطور عن كونه غير أهل للمسؤولية وحتى لو وجد عمل ليتمكن من أن يعيل زوجته بكرامة، فقد تعدت المسألة إلى الاحترام.. فرغم أنني أبلغته رفضي فقد استمر يكلمها من ورائي وبدون علمي وقد تسبب بمشاكل كبيرة بيني وبين إخوتي ووالدتي فهم لا يريدون أن يسمعوا غير صوته وما يقوله لهم.

إخوتي وأمي تبرءوا مني لأني لا أنفذ رغباتهم، وقد غضبت أمي من رفضي وأهانتني هي وإخوتي وطردوني من بيتهم وسموني بأسوأ الأسماء وهددتني بأن تشتكيني في المحكمة وحقوق الإنسان وأنها ستغضب عليّ إلى يوم الدين.

أمي اقترحت علي لأخلي مسؤوليتي من تزويج أختي أن أتنازل عن الولاية لعمي لأنه سيميز إذا كان الخاطب سيئا أو جيدا بالنسبة له، ما يهمه أن يبعد عن المشاكل ويخلص نفسه من وجع الرأس أنا لا أريد أن أغضب ربي في سبيل إرضاء أمي، كما لا أريد أن أسأل عن تزويجها لأي كائن كان يوم القيامة هل أقبل تزويجها بهذا الشاب لإرضاء أمي؟

هل أتنازل عن الولاية لعمي ليزوجها لأي كائن كان ليفرح الجميع؟ أم أنا بهذا أتخلى عن مسؤوليتي تجاه أختي وسأحاسب عليها يوم القيامة؟

أم أستمر في التمسك برأييّ مادام هو الأصح والذي فيه الخير إن شاء الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

جزاك الله خيراًً لحرصك على اختيار الزوج المناسب لأختك، بأن يكون شاباًًً صالحاًً تقياًً.

وقولك لم يقم لصلاة العشاء لا يدل على تركه للصلاة فينبغي أن تبحث هل يصلي أم لا، فإن كان لا يصلي فأنت على حق في رفضك له، وإن كان يصلي هان الأمر.

وكون والده ينفق عليه حتى يكمل دراسته لا يكون عائقاًً من تزويجه بل ربما رأى والده تزويجه عفة له في هذا الزمان الذي انتشرت فيه الفتن، ثم ينبغي أن تنظر إلى قدر الالتزام عند أختك، فإنه يبدو هي الأخرى عندها تصرفات خاطئة، فإنها كانت تكلمه كما ذكرت وربما قابلته.

ولذلك ننصحك أن تعيد النظر في الأمور السابقة من كونه يصلي أم لا؟ ثم ابحث عن معدنه وأهله لتتعرف على خلقه وتعامله بعد تعرفك على دينه، وهل هو في درجة من الدين يتناسب مع الدرجة التي عليها أختك أم لا؟ فإن وجدت الأمور متقاربة والمصلحة راجحة فاستعن بالله عز وجل، وحاول أن تضم هذا الشاب لصحبتك بصورة تتمنى له فيها الخير، وإن وجدت أن الأمر لا يستقيم فاستمر على رفضك، فإن أبت أختك إلا أن تتزوجه وتولى أخوك الآخر تزويجها فلا إثم عليك، لأنك قد أديت ما أوجبه الله عليك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد في جميع أمورك. في دينك ودنياك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ رجب ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>